maira شـخصية غــامضـه
مساهمات الرعب : 56 عمر المرعب : 34 بلد المرعب : مصر مزاج الرعب : زفت معدل الرعب : 5720 تاريخ الرعب : 30/06/2009
| موضوع: قصه لما وراء الطبيعه الجزء الثاني 04.07.09 14:18 | |
| وعلي السقف تحرك صديقي البرص مغادراً داره مابين ألواح الخشب التي تدعم الحجرة ..، وهو حدث غير مألوف في هذه الآونة من العام . لكنه حدث وأرجو أن لا يلاحظ ضيفي ذلك .. دعوته للجلوس فجلس علي مكتبي المتهالك الذي أردس عليه كيف أكون أعظم انسان في العالم , وبدأ يتحسس كتبي بيد فضولية ..
- تدرس كثيراً .. - ليس لدي عمل آخر.. - قراءاتك متنوعة .. - انه ذلك الظمأ المقدس للمعرفة .. وشرعت أعد له كوباً من الشاي مكتشفاً – في كل ثانية أية حياة حقيرة وأية هاوية أنا مترذ فيها , وهو الاكتشاف الذي يعاودني كلما زارني أحدهم .. لا يوجد براد نظيف .. لا ملعقة غير صدئة .. لا كوباً غير مشروخ .. تباً لها من حياة ..! علي أنه لم يبدو مهتماً بكل هذا .. بل أنه أخذ الكوب بتؤده و نوع من الإمتنان .. ثم أخرج علبة تبغ جلدية أنيقة وناولني لفافة رفضتها شاكراً : - لا أدخن .. شكراً .. أشعل لفافته في تؤده وبحث بعينيه عن مطفأة لكني أشرت له ألا مانع من إلقاء الرماد علي الأرضية ... , بدأ يدخن لحظات .. ثم قال لي : أنت لا تدخن .. وتقضي الوقت في الدراسة .. انك نموذج الطالب المجد الذي كنا نري صورته في مكتب المطالعة الأبتدائية .. سرني هذا المديح لكني فطنت أنه كان يتهكم.. اذا أردف , وطبعاً تتوقع أن تبذر بذور مجدك وأن هذه الغرفة هي الشرنقة التي ستحلق منها فراشة آمالك .. لا أدري .. لكنني أحاول قال لفظة فرنسية لم أفهم معناها .. لكنها – بالتأكيد تحمل معني الهباء أو كما نقول ( كان غيرك أشطر ) .. ثم أنه رشف جرعة شاي وقال : أنت غارق في الحلقة الدامية الشهيرة .. من لا يستحق يجد ومن يستحق لا يجد .. ومن الحمق أن تظن أن هذه الحلقة كانت تنتظرك دون ملايين البشر كي تحطمها .. آه ها نحن أولاء قد بدأنا نغمة التعالي .. هو ذا ذلك المدلل ابن المدينة يحاول بمقص أن يزيل جناحي .. قلت في فتور : - لكني أحاول .. أليس كذلك ؟ .. فقرر أن يتبسط قليلاً .. وبدأ يثرثر عن العقاد وطه حسين ومعارك الأحزاب.. إلخ .. ليت كلب الجيران يكف عن النباح لحظة .. ماذا دهاه هذا المخبول ؟ مضت لحظات ونباح الكلب مستمر ويتعالي .. مع صوت سباب من جاري أبي (أمال) يصف كلبه بأقذع النعوت .. توتر داغر بعض الشئ وبدا أنه غير قادر علي الاستمرار .. ثم كور بقايا لفافة تبغه ورمي بها أرضاً .. وتنهد : - سنواصل حديثا في وقت آخر .. وتهيأ للانصراف مما سرني كثيراً وتظاهرت بالعكس .. وعلي باب الحجرة استدار وتشمم الهواء الراكد .. وهتف : - تذكر .. أنت تستحق ما هو أفضل .. حين عدت لغرفتي شعرت بروحي تضيق حتي لتتصاعد الي السماء .. لقد نجح هذا الوغد في أن افساد التعود الذي كنت أستعين به علي حياتي , ورغم أنني ريفي فإن دارنا كانت أجمل وأنظف من هذه الغرفة مئات المرات .. لا تظلموني يارفاق .. ربما أنا ضعيف الشخصية أو طيب القلب لكن ليس الي هذا الحد .. ومهما كان أحدكم يحب زوجته فهو خليق بأن يمقتها اذا ظل هناك من يقبحها في عينه ليلاً نهاراً .. ان الرضا كوب من الحليب تكفي ذبابة انتقاد واحدة تكفي كي تعكره الي الأبد .. أما المشكلة فكانت مع جمعة .. ان هذا القط الأبله كان متوتراً متحفزاً بشكل غير عادي , بل أنه ظل يرتجف طيلة الساعتين التاليتين وعزف عن الأكل حتي كدت أموت رعباً عليه .. كانت العاشرة مساءً حين قرعت الباب (آمال) .. ابتسمت في رقة معتقداً أنها جاءت بعذر مختلق لمجرد أن تتبادل كلمتين أو ثلاث معي قبل أن تأوي لفراشها .. صحيح أن هذه الفتاة لم تبد مطلقاً أي أهمية بي لكني كنت أضع (بنيامين فرانكلين) نصب عيني ..! لكنها كانت جادة .. كانت متوترة حقيقة لا تمثيلاً .. وقالت وهي تبتعد عن الباب في حياء : - .. لا مؤاخذة يا (سي محمد) علي مضايقتك .. لكني كانت عائدة للبيت حين رأيت هذا - رأيت ماذا يا أمال ؟ أشارت الي الأرض .. الي عتبة غرفتي الخشبية وتساءلت :- من أين يأتي كل هذا النمل ؟ .. ولماذا يهرب من غرفتك أنت بالذات ؟..
| |
|