تحيه طيبه احبابي واحباتي ...
.... الوصول ....
ابو معاذ !!!...
اين كان هذا الشايب الساحر؟..
تركني مع كل تلك الاهوال واختفي !! والان بعد ان خرجت من المطار هذا هو !!
هل كان ينتظرني !
أظن ذلك ..
تركت سياره التاكسي ,واتجهت لتاكسي المستقله ابو معاذ وبادرته بسأل ...
أين كنت يا ابو معاذ ؟ ولماذا لم أراك بصاله المطار ؟
ابتسم ابو معاذ ابتسامته الشريره .. مظهرآ أسنانه القبيحه ..
وقال بكل برود .. وكأن الامر لم يعنيه ..
لماذا قبضتك الشرطه !!
استغربت وسألته
رأيت الشرطه تقبض علي ولم تأتي لتسأل لماذا؟ ..
[ماهذه الحقاره بهذا الشخص !]
فأجاب : كنت مفكر انهم يريدون ابتزازك لانك اجنبي ...
عشان كده انتظرتك بره ..
[إي تفكير هذا ! انه بحق غريب الاطوار ]
ركبت بمقعد الخلفي , خلف ابو معاذ وتحركت بنا السياره ..
وما ان غادرت أرض المطار حتي صدمني الواقع !!!
ماهذا !!
المطار موجود بنص المدينه و شوارع عباره عن شارع واحد بأتجاهين و البسطات [الاكشاك] علي جوانب الطريق ..
ولأول مره بحياتي أحسن بلخوف الفضيع ..
الناس هنا سود كلهم سود !! لكن هذا طبيعي لانه بلد افريقي لكن مع وجود الشمس فوق رؤوس البشر ولمعانها علي جباههم اعطت انطباع فضيع .
وماهذا سيارات نقل البضائع الدينات تستخدم كباصات لنقل الركاب !!
و ماهذا !! التاكسي الذي ربنا به رغم اني اجهل موديله الذي قبل التاريخ ..
يتصاعد الدخان من علبه التعاشيق و يخرج من عصا التعاشيق ..
لتزيد الجو سخونه فوق سخونته ..
وعرقي ينهمر ..
يا صاحب التاكسي كيف تقود هذه الخرده !!
واتت الاجابه :
لا تخف هذه سياره موريس من ايام الانجليز معدله بماكينه كورولا 77
قالها و هو مبتسم !!
نحن بلالفين و هذا يقول استعمار انجليزي !
ياسيدي وانا مالي ...
سألت ابو معاذ هل البيت بعيد ؟
فقال لا وصلنا خلاص ..
وبلفعل لم تمضي دقايق إلا واشار لصاحب التاكسي بلوقوف ..
و هنا كانت الكارثه ..
أذا تركنا ان البيت عباره عن طين و شوارع رمليه و الغبار اعمي عيني ..
فلقد طلب صاحب التاكسي مبلغ خرافي !!
لقاء توصيلنا ..
حسبت المبلغ بريال فطلع اكثر من ابعد مشوار بجده ..
أحتد ابو معاذ معه و نزلنا من السياره وابو معاذ يقوله لصاحب التاكسي : مغلي القروش عشان الزول ده اجنبي !!
و بخروج شخص ضخم الجثه , عظيم البطن . من منزل ابو معاذ .
شاهد الشجار و رجع ادباره لداخل المنزل !!
أكيد خاف يحاسب التاكسي لانه اكيد من اقارب ابو معاذ .
هكذا فكرت ولكن خاب ظني ...
ماهي الا ثواني وخرج يحمل ساطور بيده اليمني و يتقدم بسرعه نحونا شاهرا ساطوره بوجه صاحب التاكسي ...
ماهذا !!!
هرب صاحب التاكسي وابتعد عنا ولكن مازال الشجار مستمر !!
كل الذي حدث انهم اصبحو يتشاجرون من بعيد وبصوت عالي !!
مع التهديد ..
الي ان تدخل الماره و اصلحو الموضوع وبلنهايه اخذ كما قال ابو معاذ ..
وانا طول الفتره هذه صامت لا اتحدث واتابع ..
وامصيبتاه ..
هل هذا اسلوب الاتفاق لديهم !!
بسواطير وقوه العضليه وعلو الصوت !!!
ربنا يسترها معاي
دخلنا المنزل ودخلت انا بغرفه كلها سراير .. سرير بجوار سرير بطول عل مدار الغرفه .
يمكن غرفه نوم جماعي !
لحظات واتي الشخص عظيم الكرشه وسلم علي ..
رغم انه يتحدث العربيه لكن لم استطع ان افهم ماذا يقول لأنه بلهجه اهل البلد ..
واتي ابو معاذ ..
وجلس معنا وجلس يسولف مع قريبه وانا مازلت لا افهم ماذا يقولون ..
بلاخير قرر ابو معاذ ان يجذبني بلحديث وعرفني علي الرجل الذي طلع ابن اخته .
واسمه بركه ..
بركه اسمه !! له حق مع ضخامته وبركه جسمه و يشتغل جزار ..
تشرفنا يا بركه ..
مازلت لا افهم ماذا يقول لكن أظن انه يبادلني الترحاب فأبتسمت ..
واتي شب صغير السن يحمل صينيه وضعها امامنا و نحن مازلنا علي السرير .. وساعه قاربت الحاديه عشره صباحآ .
وقال ابو معاذ تفضلو الفطور ..
فقمت غسلت يدي وانا قد سلمت امري لله ومازالت اتذكر العشاء بدار ابو معاذ ..
لكن لحظه ..
هذا دجاج !!!
اجل دجاج !!
مسلوق , فقط مسلوق
مش مقلي ولا محمر .
وانا جائع .
سميت واكلت ..
بعد الفطار طلبت ان اذهب للمدينه البها جامعتي ..
فرفض ابو معاذ وقال واجب الضيافه اولا
حاولت بلا فائده
و وصلنا ان اسافر بلغد ..
لا اعرف كيف غلبني النوم خصوصا بعد ان رشو ارض الغرفه الترابيه بماء واعطت احساس بلبروده .. فنمت .
ولم اشعر إلا و ابو معاذ يصحيني لصلاه العصر
ماهذا كيف لم اشعر بهذا ..
ذهبنا لمسجد قريب عباره عن ارض فاضيه بها فقط سقف من سعف النخل و بعض الاخشاب .
صلينا وكنت الوحيد الابيض بمسجد والناس تنظر إلي بستغراب فخفت من العين و تحصنت بلادعيه ..
ورجعنا بيت اخت ابو معاذ .
الذي توفي زوجها بشجار مع شخص آخر بشأن بعض المال !!
واخبرني ابو معاذ انه ذاهب لشخص لزيارته و يود ان اذهب معه .
وبلفعل مشينا ومشينا ومشينا قرابه ساعه و نصف !
و نحن نمشي وابو معاذ يتحدث من بركه وانا صامت ولا افهم لهجتهم حتي وصلنا ..
ودخلنا وبرضه غرفه بها فقط 3 سراير !
فسألت ابو معاذ لماذا يستقبلونا بغرفه النوم !
فضحكو جميعا !!
فأخبرني انه السرير لراحه الضيف وهو احسن من الكرسي وان اغلب البيوت هنا تضع سراير بغرفه الجلوس !!
ياسيدي وانا مالي ..
منطق غريب وتفكير اغرب ..
جلس معنا صديق ابو معاذ وجلس يشكي حاله ابنه الصحيه وانه مصاب بملاريا خبيثه ..
فأخبره ابو معاذ اني طبيب !!
و حين وجهه الجديث إلي اخبرته اني طالب طب والي الان لم ادخل كليه الطب .. فضحك ..
واخذني لرؤيه ابنه ..
في الغرفه المجاوره ..
فأنذهلت ماهذا !! شاب بعشرينات ضعيف البنيه و هزيل الجسم تدل ملامحه علي البؤس ومرض .
و هذا بسبب الملاريا ..
استجمعت ذاكرتي ومعلوماتي عن الملاريا ومسببها بعوض الانوفيلس ..
تمنيت الشفاء لشاب .
وخرجت من عنده وانا افكر لو اصابتني الملاريا ماذا افعل؟
ورجعت لابو معاذ ..
وبعد ذلك استأذنا وخرجنا .
وبطريق العوده سألت ابو معاذ عن الملاريا .. فأخبرني بأهوال وفضائع وانها ابادت الكثير من اقاربه ..
وما الحل يا ابو معاذ ؟
فقال ربك الشافي ..
ورجعنا لبيت اخته ..
وانا العشاء و وضعو صينيه العشا .
الظاهر اخت ابو معاذ مش متوحشه ولا تحب التوحش ..
عشا خفيف وبسيط .. لبن وزبادي بسكر و جبنه ..
وبعدها كاسه الشاي ..
وقطعت الكهرباء ..
خير ياجماعه .. قالو عادي الكهربا تقطع كثير هنا !!
و قام بركه واخوه بأخراج السراير وجلسنا بلحوش وبعوض يحوم حولينا !!
وانا اهش واسمع زنينه بأذنبي واغطي نفسي بملايه السرير و هما يضحكو علي ..
يضحكو لبكره ولا اخلي باعوضه تمرضني بملاريا ..
تأخر الوقت ولم تأتي الكهربا و نحن جالسين بظلام ..
نام بركه .. و نام ابو معاذ .. كلنا نام بسريره .
وانا مازلت بحرب داعس وغبراء مع البعوض ..
أهش وانش واهوي وبعوض لايكل ولا يمل ..
.
.
يتبع ..