أحبابى وأصدقائى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك فاجعة مريرة مر بها اثنان من البشر فدمرتهما تماما
وتركتهما بقايا آدميين ليس لهما هدف ولا أمل فى الدنيا سوى انتظار الموت
وربما لو حاول احد كتاب الافلام ان يبدع قصة فاجعة مثلها ما استطاع
ففى الحياة الواقعية توجد الكثير من المآسى التى لا يتخيلها عقل
وسوف اروى لكم هذه القصة على حلقات وربما نتشارك سويا
فى تقديم بعض العزاء لهذين الضحيتين الذين قضت عليهما ظروف ليس لهما فيها ذنب
وسوف اروى هذه القصة بموافقة اطراف القصة
تبدأ قصتنا مع ذلك الشاعر الهاوى الذى تزوج زيجة تقليدية لم يكن يريدها
ولكنه رضى بها إرضاءالوالدته التى قضت حياتها أرملة
وهى ما زالت فى الثلاثين من عمرها حتى تربيه هو واخوته
كانت تتمنى ان ترى ثمرة تعبها وكفاحها فى تربيتهم وتعليمهم
واشد ما كانت تريده هو ان ترى ابنها البكر متزوجا وله اولاد تداعبهم
وتحنو عليهم كما كانت تحنو على ابيهم من قبل
ولكن صاحبنا الشاعر الهاوى لم يكن يريد الزواج
لانه بحكم تعليمه وثقافته كانت له فتاة احلام بمواصفات معينة
ولكنه لم يجدها حتى ذلك الوقت
وازداد الحاح والدته عليه وازداد هو عنادا ورفضا وكان نتيجة
ذلك العناد والرفض ان غضبت منه والدته واتهمته بانه لا يريد لها
ان تفرح قبل ان تموت وكانت احيانا ترفض الحديث معه
وكان ذلك كله يؤثر فيه ويمزق نياط قلبه
فهو لن يسامح نفسه ابدا اذا حدث لوالدته اى شئ
علاوة على ذلك هو لا يريد ان يكون ابنا عاقا
وعليه قرر ان يرضى بالزواج من الفتاه التى تختارها والدته
وان يرى والدته سعيدة
وعمل بالمثل المصرى الذى يقول 0جوازة والسلام
ووقتها كان يؤدى الخدمة العسكرية
وكان فى اجازة وعندما حل وقت الخطوبة قطع اجازته ورحل
الى وحدته العسكرية وتمت الخطوبة بدون حضوره
فقد نفر من العروسة منذ اول لقاء له معها
وبعد انقضاء الخدمة العسكرية تم الزواج مباشرة وليته ما تم
فمنذ الليلة الاولى له مع زوجته كرهها ونفر منها وبدا يعد العدة للطلاق
ولكن ليس الان حتى لا تتكلم السنة الناس باشياء وهمية
فهى امرأة فلاحة جاهلة أمية لا تعرف اى شئ فى الدنيا مطلقا
لا تعرف القراءة ولا الكتابة ولا الذوق ولا تعرف حتى كيف تتكلم مع زوجها
او تفهمه اوتعرف ما الذى يسعده فتفعله او الذى يغضبه ويحزنه فلا تفعله
باختصار لم تكن تعرف سوى الطبخ والغسيل فقط
وسارت الحياة بينهما وصاحبنا لايعرف كيف تسير فقد كانا مثل
الماء والزيت لا يمتزجان ابدا مهما رججت الزجاجة التى تجمعهما
ولكن للاسف اختلاط الماء والزيت نتج عنه بعد عام طفلة وبعد عامين آخرين
طفل وبعد اربعة اعوام طفل آخر
يا الله كيف سرقته هذه السنين ولم يدرى بها
لقد كان يعيش مثل التائه الذى لايعرف مكانا يرسوا إليه
والشئ الوحيد الذى كان يجد السلوى فيه هو كتابة الشعر والخواطر
والاشتراك فى مهرجانات شعر الهواه وقصور الثقافةوالامسيات
تالشعرية التى يلقى فيها الهواه اشعارهم وابداعاتهم
وهناك ****************** رأها
كانت فتاه رقيقة ذات عينين عسليتين حزينتين
ووجه ملائكى جميل *******و شعر يميل الى الاشقر
لقد بلغ من العمر الان 28 عاما ولم يجد فتاة احلامه بعد
وها هو الان يجدها فجأة بعد ان اصبح ابا لثلاثة اطفال
كان يلاحظ وجودها باستمرار فى الامسيات الشعرية
وكان يرى تركيزها ونظراتها الحالمة حين تستمع الى الشعر الرومانسى
وكان رغما عنه يركز بصره عليها حين يلقى قصائده
فكان يرى نظراتها متعلقة بنظراته وتنظر اليه بشرود
كانها ليست موجودة فى عالمنا وكأنها تسرح فى عالم آخر
ولاحظ هذه الاشياء مرات عديدة وليس مرة واحدة
وقرر ان يكلمها ويتعرف اليها ****ولعب الحظ دوره
فذات يوم و بعد انتهائه من القاء احدى قصائده
لاحظ وجود كرسى خالى بجانبها فنزل وجلس بجانبها
البقية الحلقة القادمة