جحيم الرعب شـخصيه مـرعبــه
مساهمات الرعب : 171 عمر المرعب : 39 بلد المرعب : الاردن مزاج الرعب : رعب معدل الرعب : 5637 تاريخ الرعب : 24/02/2010
| موضوع: اندونيسيا وطن الاشباح 24.04.12 0:01 | |
| ترجمة ـ جودت جالي أقام الأنثروبولوجي الأميركي كليفورد كيرتز في أعوام الخمسينيات في موجوكوتا وهي قرية من قرى جاوة الشرقية. وخلال بحثه الميداني، الذي طبع نتائجه فيما بعد ضمن عمل شهير عنوانه "دين جاوة" الصادر عام 1960، صنف الكائنات الخارقة التي تسكن جزيرة جاوة في ثلاثة أصناف هي "ميليدي" وتعني الأشباح، و"ليليبوت" وتعني الأرواح الشريرة، و"تويول" وتشمل الجنيات والعفاريت وحوريات البحر، وعلى منوال النباتات فإن لهذه الأصناف أنواعاً وفروعاً. يوجد هذا التصنيف للأشباح الأندونيسية اليوم على مواقع الأنترنت ، مثل موقع بريمبون الذي يقدم عنها أوصافاً مفصلة وتمثيلات، ولكن أفلام الرعب تبقى هي الوسيلة الإعلامية الأكثر أهمية لبث المعلومات عن الأرواح والكائنات الخارقة الأخرى. أفلام الرعب هذه هي النوع السينمائي الأكثر شعبية في أندونيسيا منذ السبعينيات، والمدهش أنه برغم الإضطرابات الإجتماعية والسياسية التي مر بها هذا البلد فإن تصنيف ووصف الأشباح اللذين حققهما علماء الأنثروبولوجيا خلال الخمسينيات والستينيات تظل سارية المفعول وأفلام الرعب بالمقارنة مع الأفلام الكوميدية والرومانسية تظل وفية للقصص الغابرة وإيقوناتها. يوجد تغيير وحيد هو أنه في أفلام السبعينيات كانت هذه الأشباح ساكنة للمناطق الجبلية والبحار والمغارات والأرياف ضمن كادر فلاحي نموذجي في ظل النظام السياسي آنذاك (ديكتاتورية سوهارتو) ولكن منذ العرض الذي أقيم عام 2001 لفيلم جيلانغ كونك (دمية من القش ترمز للعدو يجري التمثيل بها) انتقل مكان الأشباح ضمن كادر حضري مع احتفاظها بملامحها الريفية، ومنذئذ أخذت تستثمر في ترسيمات جديدة لأنها تظهر في أحداث متنوعة تدور في المدينة، وهذه الأحداث تكون عموماً أحداث اغتصاب وقتل، ولم نعد ندهش لرؤيتها تطلع في الشقق أو الفيلات الفاخرة المهجورة أو على جسور الطرق السريعة أو المستشفيات أو المدارس التي تقع كلها في المناطق الحضرية. بخلاف أفلام الرعب الهوليوودية، التي تنقسم الى أنواع فرعية، فإن أبطال أفلام الرعب الأندونيسية كلهم من الأشباح، وهذه الأشباح أناث أشهرهن "كونتي لاناك" التي يبعث ذكر اسمها في النفوس الرعب ويطلق روحاً تتسلط على البيوت الفارغة أو الأشجار الضخمة. لاناك مخيفة، فهي مليئة بالغضب والحقد، عيونها حمر وأسنانها كلابات فولاذية ووجهها عبارة عن خراب وعفن، أظافرها طويلة وشعرها المتموج ينزل على ظهرها بفوضى مزعجة وهي عموما ترتدي ملابس بيضاء ويمكنها أن تطير كما تشاء وتختفى متى تشاء. تتخذ أولا شكل إمرأة جميلة فاتنة تنشر بمرورها عطر الياسمين. في بداية العديد من الأفلام، تحضر لاناك على شكل بنت جميلة، مرة تغوي ومرة يغويها صبي شرير يغتصبها ويهجرها بعد أن تحمل فتنتحر الفتاة وتتحول الى شبح. لماذا لا يزال الأندونيسيون يؤمنون بالأشباح؟ في العديد من الدراسات على الآثار النفسية الناتجة عن حوادث جسدية يجري تأويل الأشباح بوصفها إلحاحا للماضي على الشخص. يعتبر غراهام هوغان، الأستاذ الأميركي لأدب ما بعد الإستعمار، بأن الأشباح تمثل تأريخا مكمماً مقموعاً يظهر على السطح. وحسب قول الكاتبة الفرنسية هيلين سيكسو فإن الأشباح "حاملة تأريخ بشع" تأتي بالماضي بيننا لكي نقبله ونشارك في إعادة بناء الذاكرة التأريخية. ليس من المدهش إذن أن ترتبط قصص الأشباح بوقائع عنيفة فيها تعذيب واغتصاب وقتل. أغلب الأشباح التي تتجول على شاشات صالات السينما عندنا تروي المصير المأساوي لإمرأة كانت في الماضي مقموعة أو مغتصبة أو مقتولة. إن إلحاح قصص الأشباح وأفلام الرعب على المستوى الوطني هو انعكاس للآثار النفسية لشعب يواجه تأريخه المليء بالعنف. عن الجريدة الان دونسيةكوم باس | |
|