فى حى مصر
القديمة يسكن شيخ يدعى حسن ، إشتهر منذ سنوات بقدرته على العلاج الروحانى و إخراج
الجان من جسد الإنسان -كما يزعم الأهالى- و قد تحول هذا المنزل البسيط إلى
مقصد للعديد من الناس فى الآونة الأخيرة بعد أن ذاعت شهرة الرجل ، و فى
صباح أحد الأيام حضر إلى حسن أسرة صغيرة مكونة من رجل و زوجته و بصحبتهما فتاة صغيرة
بيديها قطة ، و أمام الناس و سكان الحى دخلت الأسرة إلى منزل حسن ، و كان من
المعتاد جدا قدوم زوار إلى منزل حسن ، و الأسرة
التى حضرت فى صباح اليوم ظلت داخل المنزل حتى المساء و لم تخرج الغريب أن
خادم حسن قد
رفض أى زوار أو حالات مرضية من تلك التى تأتى إليهم يوميا ، و هو ما لفت
أنظار جيران
حسن ، خاصة أمام الإلحاح الشديد الذى أبداه بعض الزوار فى مقابلة و أن بعضهم قد
جاء من محافظات بعيدة و بناء على تحديد موعد مسبق ، و يبدو أن الأسرة قد
باتت فى منزل
حيث لم يشاهد الجيران أحد يخرج من المنزل حتى صباح اليوم التالى حيث شاهد
السكان المنزل و قد دبت فيه النيران إشتعالا حيث هرول سكان الحى لنجدة و من بصحبته و
بالفعل سيطر الأهالى على الحريق سريعا إلا أن أمرا غريبا قد حدث فعلى الرغم
من أن النيران قد إندلعت من الطابق الثانى بالمنزل إلا أن أيا من أثاث هذا
الطابق لم تصيبه النيران فقط حوائط المنزل و هو ما أثار دهشة الجميع و ظل حسن يؤكد للجميع
أن شيئا لم يحدث و عليهم عدم الإنزعاج ، لقد كان مجرد خلاف فى وجهات النظر
بين و ضيوفه ،
و يبدو أن جيران
حسن قد إعتادوا منه على هذه الغرائب فقد آثروا السلامة حيث إنصرف كل منهم
إلى بيته و بعد ساعات و مع دخول الليل بدأت أصوات غريبة تتصاعد من حجرة حسن بالطابق
الثانى بالمنزل ، ظن الأهالى أن مكروها يحدث للشيخ فسارعوا مرة أخرى لنجدته
فتح لهم خادمه الباب ........
و هو لا ينطق بأى كلمة فقط شاهدوا القطة السوداء التى دخلت منذ يوم مضى مع
الأسرة تخرج عليهم و تنظر لهم و هى تصدر أصواتا غريبة شعر بعض الجيران
بالخوف فانصرفوا جميعا دون التدخل فى الموقف!!
و فى صباح اليوم الثانى شاهد الجيران الأسرة و هى تخرج من المنزل و لكن
بدون القطة التى كانت معهم ، و مازال خادم حسن يرفض إستقبال
أى زوار بالمنزل حتى بعد رحيل هذه الأسرة ، و فى مفاجأة غريبة لم يتوقعها
أحد شاهد الجيران القطة السوداء و هى تقف على شباك غرفة حسن و هى تصرخ
قائلة: لقد أخذنا
الملعون بعد أن خالف العهد أخبروا الناس بالقصة و لن نرحم أى أحد يخالف
عهوده معنا ، و أمام ذهول الناس و رعبهم من الحادث دخلت القطة إلى المنزل
لتختفى و لم تظهر بعد ذلك حتى سمع الجيران صرخات خادم حسن و هو يؤكد
وفاة و يصرخ :
لقد قتله الزوار الذين لم يعرف أحد هويتهم و لا من أين جاءوا ، و قد أجرى
الجيران مراسم العزاء للرجل دون أن يدرك أحد ماهية ما حدث حتى طبيب الوحدة
الصحية الذى كشف على الرجل أكد أن الوفاة طبيعية و لا شبهة فيها و صرح بدفن
الرجل و بقى السؤال الصعب : ما هى حكاية الأسرة الغامضة و القطة التى
سمعها الأهالى و هى تتحدث عن إنتقام حدث من حسن ؟! لقد ذهب
الرجل و هو يحمل عشرات العلامات من الإستفهام حتى خادمه إنصرف فى هدوء
عائدا لبلدته فى الصعيد!!