تقرير عن لعبة الرعب Horror - Horror - Games - fatal farme 2

عندما تتوه في قرى ريفية مهجورة ، حيث لن يحل النهار ابداً ، تسير و ترافقك خطوات الاشباح ، همسات قريبة منك و اموات ينظرون اليك من البعيد ، ذكريات لمذبحة ، ذكريات لحوادث غريبة ترافقك ، اشباح و ارواح معذبة تريد الخلاص ، و اطفال اموات يريدون سحبك الى اللاعودة ، فراشة قرمزية تتسبب في كل ذلك ، و لا تملك سوى مصباح يديوي و كاميرا تصوير قديمة ستعرف أنك امام واحدة من أكثر العاب الرعب اثارة هذا العام ، الجزء الثاني من سلسلة " زيرو " لفريق زيرو من شركة تيكمو ، لقد حصلنا على نسختنا اليابانية منها و راجعناها (( النسخة الامريكية ستصدر في العاشر من ديسمبر الجاري )) .

زيرو ...الاطار القاتل ...

هذه اللعبة تحمل أسم زيرو الثانية Zero 2 او بروجيكت زيرو Project Zero 2 في الاسواق اليابانية ( النسخة اليابانية NTSC J ) و تحمل اللعبة أسم الاطال القاتل الجزء الثاني شرنقة الفراشة - فيتال فريم 2 كريمسون باترفلاي Fatal Frame II: Crimson Butterfly في الاسواق الامريكية و الاوروبية ( النسخة الامريكية Ntsc UC و الاوروبية PAL ) ، النسخة المراجعة هنا هي النسخة اليابانية و التي حصلنا عليها منذ فترة وجيرة .

النسخة الامريكية Fatal Frame II: Crimson Butterfly ستصدر بعد عشرة ايام تقريباً من موعد طرح هذه المراجعة على صفحات موقع الالعاب العربي و ذلك بتاريخ 10 ديسمبر 2003 م ، النسخة اليابانية المراجعة صدرت بتاريخ 27 نوفمبر الماضي ، و هذا أمر جيد جداً بالمقارنة مع الجزء الاول و الذي لم يقدم نسخته الامريكية الا بعد نحو أربعة أشهر من تقديم النسخة اليابانية ، غير ان ذلك الأمر كان بسبب بعض التعديلات الفنية في اشكال الشخصيات و التي لن يتم تغييرها في النسخة الأمريكية من الجزء الثاني من اللعبة ، و هذا أمر يدعو للاستغراب ليس بسبب عدم التغيير بل بسبب تغيير اشكال الشخصيات في الجزء الاول حيث تحولت الشخصيات اليابانية الرائعة الى شخصيات أمريكية تافهه و غير واقعية ، فهل من المعقول ان نجد امريكيين في قصر ياباني قديم ؟ .

الجزء الاول من اللعبة Fatal Frame أو Project Zero و بحسب مؤسسة الرقابة و التصنيف ESRB فقد حصل الجزء الاول على تصنيف للمراهقين و الشباب T او TEEN و ذلك بسبب عدم تقديم الجزء الاول للدماء ، على اية حال الجزء الثاني يقدم المزيد من عصير الطماطم لذا فقد حصل على تصنيف للكبار و البالغين فقط M او MATURE ، النسخة اليابانية تحمل التصنيف CERO 15 و تصنيفات CERO اليابانية تشبه تصنيفات ESRB الامريكية و تصنيفات PEGI الاوروبية ، الا ان الفارق كبير في الاعمال ، فالنسخة الامريكية مخصصة للاعمال من 18 و اعلى و النسخة اليابانية تخصص للاعمار من 15 و اعلى ، و هذا التصنيف يعني بكل بساطة ان شقيقك الاصغر عليه ان لا يشاهدك و انت تلعب بهذه اللعبة ، فهذه اللعبة تحتوي على مشاهد تعذيب ، مشاهد دموية ، مشاهد جنسية و غير ذلك ، و أن لم تكن محال الالعاب لدينا تلتزم بعدم بيع هذه الالعاب للصغار فعليك انت ان تلتزم بالقانون العالمي و هذا ابسط ما يمكنك ان تفعله اليس كذلك ؟

تيكمو Tecmo اليابانية المتعملقة في السنوات الأخيرة بقيادة فرق التطوير المتقدمة لديها ، بدأت في تقديم الحل البديل لنا ، فشركة تيمكو اليابانية الآن تريد ان تكون بديلاً لكابكوم و كونامي و نامكو لا ان تكون منافساً لها ، و هذا الامر يظهر بجلاء في نوعية الالعاب التي تقدمها شركة " تيكمو " اليابانية على أجهزة الالعاب المختلفة ، فالشركة ظهرت بقوة كبديل لنامكو و سيغا عندما قدمت العاب القتال مطلوب حياً او ميتاً Dead Or Alive و التي جمعت فيها بين الخيال في العاب نامكو القتالية كتكن و سول كاليبور و واقعية العاب سيغا القتالية مثل فيرشوا فايتر و فايتنغ فايبرز طيبة الذكر ، و قدمت نفسها كبديل لكونامي عندما بدأت في صنع العاب المغامرات الضخمة مؤخراً و العاب كرة القدم ايضاً ، و ها هي تقدم نفسها كبديل لكابكوم مع تقديمها لعبة الرعب بروجيكت زيرو و التي تجمع بين الغموض في العاب الرعب من كونامي و رعب المواقف في العاب رعب كابكوم ، ويبدو أن " تيكمو " و التي لديها معنا موعد على جهاز الاكس بوكس مع اللعبة التحفة الاسطورية " نينجا جايدن " ستكون فخورة جداً ان حققت مجموعة الالعاب الاخيرة لها النجاح .

لطالما أشتهرت شركة " تيكمو " اليابانية بفرع التطوير نينجا أو فريق نينجا و المختص في العاب المغامرات و الالعاب الرياضية و القتالية ، و لكن شركة " تيكمو " تملك فريق تطوير آخر اسس في العام 2000 م بعد ظهور اجهزة 128 بت المتطورة ، و هذا الفريق هو فريق " زيرو " أو " بروجيكت زيرو " و قد قدم فريق التطوير هذا لعبته الاولى بأسم قريب من أسمه ، و هذه حركة اعلانية نفذها فريق " نينجا " قديماً و نفذها فريق " فيتفول " لهيداكي كاياما من كابكوم في لعبة " فيتفول جو " و هو امر طريف فعلاً ، فريق " زيرو " الآن يقف في مواجهة جديدة لذاته ، فالفريق صعد بسرعة بعد نجاح لعبة الرعب الاولى له العام 2002 حيث تم نقل اللعبة ايضاً الى جهاز الالعاب الاكس بوكس بعد ان كانت اللعبة حصرية فقط لجهاز البلاي ستيشن الثاني و كان لنجاح اللعبة الاولى بفكرتها الجديدة و اسلوب لعبها الفريد من نوعه السبب الاول في تطوير الجزء الثاني منها مباشرة بعد اصدار الجزء الاول .

غير ان الجزء الثاني واجه بعض المشاكل منها اعتماد الجزء الاول على قصة حقيقية مما تسبب بضجة في اليابان ، لذا لم يعتمد الجزء الثاني على ذلك و لكن بعض المصادر البعيدة تؤكد ان القصة مستوحاة من سلسلة الحوادث الحقيقية التي جرت في احدى القرى الريفية اليابانية و التي انتهت بحادثة في منتصف التسعينات ايضاً ، و ما تزال المجلات اليابانية تؤكد ان القصة المستخدمة للجزء الثاني هي قصة مستوحاة من قصة حقيقية جرت في سبيعنيات القرن الماضي في نفس القصر الياباني الشهير حيث تمت صناعة الجزء الاول بالاستناد على قصة حقيقية ايضاً حيث تدور حتى الآن حوادث غريبة لم يجد لها احد تفسيراً وهو امر يذكرنا بحادثة صخرة الساموراي في ناغويا اليابانية حيث يعتقد ان هنالك محارب ساموراي ميت يخرج منها مع كل ليلة يكتمل فيها القمر ليقتل أحدى الفتيات ، و على اية حال فحوادث البيوت المسكونة و القرى المهجوره و السواحل المهجوره كثيرة حتى في جمهورية مصر العربية و دول الخليج العربي و لكن لم ينقلها أحد الى العاب الفيديو ، مهما يكن وان كان الجزء الثاني مستوحى ايضاً من قصة حقيقية أم لا ففريق " زيرو " صنع هذه اللعبة بوجود أكثر من 70 مبرمج و مصمم و تقني .

عودة الى قرى اليابان المرعبة ..

تقليدياً تعتمد كافة الشركات على اصدار جزء ملحق للالعاب الناجحة ، يحكي عن ما يحدث بعد يوم أو شهر أو سنة او اكثر من انتهاء أحداث الجزء الاول ، هذا أمر نعرفه من زمن طويل ، و لكن مؤخراً شهد عالم العاب الفيديو ظاهرة الاجزاء الاستباقية Pre-quel التي تقدم نفسها كقصة حدثت قبل احداث الجزء الاول ، ويتم استخدام الاجزاء الاستباقية لزيادة عمر اللعبة ، فعندما يصل مصمم اللعبة وكاتب قصتها الى طريق مسدودة كمقتل كافة الابطال أو انتهاء الحبكة الدرامية للموضوع يلجأ كاتب القصة الى كتابة قصة جديدة تحكي عن احداث جرت قبل احداث الجزء الاول ، نحن نعرف هذا ، حصلنا على " ريزدنت ايفل زيرو " التي تحكي عن ما جرى قبل " ريزدنت ايفل " الاولى و سنحصل على " ميتل جير سوليد 3 " التي تحكي عن الاحداث التي جرت قبل " ميتل جير " الاولى الاصلية ، هذا الأمر لا بأس به فالواقع ان تقديم القصة الاستباقية أمر جيد في أغلب الاحيان لانها تقدم تفسير لما حدث في الجزء الاول و لانها لا تعيد لنا الابطال الاموات من جديد كما حدث في تيشنو الجزء الثالث مثلاً .

و قصة لعبة زيرو الجزء الثاني أو فيتال فريم الجزء الثاني Fatal Frame II هي قصة استباقية تحكي عن ما جرى قبل احداث الجزء الاول ، لا تنقلنا هذه الحكاية الى يوم أو يومين قبل أحداث الجزء الاول بل تنقلنا الى 30 عام الى الوراء في سبعينيات القرن الماضي و الى ذات القصر هامورو Himuro المرعب ، بعض مجانين الجزء الاول و الذين عملوا على تفسير الاحداث فيه يدركون ان الاحداث بدأت فعلاً في هذه الفترة فكافة الاشباح باللعبة قد قتلوا بطريقة غريبة قبل زمن طويل ، و حتى أن هامورو الكبير و عائلته اختفو في ذات الوقت ، طبعاً هذه امور سيدركها جميع لاعبي الجزء الاول ، لكن الاهم من ذلك كله أن هذا الجزء سيقدم التفسير المقنع لحكاية كاميرا التصوير السحرية و التي تقضي على الاشباح ، هذا مخيف اليس كذلك ؟

هنالك امور مخيفة اكثر ، تبدأ اللعبة مع شخصيتين و هما توأمتان مراهقتان صغيرتان ..ميو Mio و ماياو Mayu ( لا علاقة للقطط بالاسماء ) تغادران للتزه في الغابة القريبة من المنزل ، تستعرض اللعبة باسلوب الذكريات تعرض احدي الاختين لحادث في نفس المنطقة قبل سنوات عديدة ، هذا مثير ، هذا الحادث اصاب قدمها وسبب لها عرجاً ، بعد هذه الذكريات التعيسة ، تلحق احداهما بفراشة تطير نحو الغابة ، و تلحق الاخرى بشقيقتها و فجأة و بكل غباء تجد الشقيقتان انهما ضائعتان في وسط الغابة ، الاسوأ من ذلك ان الليل يحل بسرعة غير طبيعية هنا ، هذا مخيف جداً ، أنتظر هناك قرية يابانية وسط الغابة !! انها قرية مهجورة ، الشقيقتان الغبيتان تتمتعان بقدرة استكشافية تضاهي حتى لارا كروفت و تدخلان لتستكشفا الوضع ..، السؤال الم يكن عليهما مجرد العودة الى الخلف ؟ على كل حال كل هذا من المشهد الافتتاحي للعبة و تبدأ بعد ذلك اللعبة ..

من هنا ستدرك أن القصة مخيفة جداً ، ربما ليس بقدر القصة في الجزء الاول و لكنها مخيفة ، لقد اعجبت بفكرة البداية في الجزء الاول حيث نرى ذلك المعتوه و هو يبحث في القصر المهجور عن ادلة و يختفي فجأة و لكن في Zero 2 هنالك مفاجآت مرعبة ، و الأفضل من ذلك أن اللعبة ترتكز في تقديم الغموض الكبير للشخصيات الاساسية ميو Mio و ماياو Mayu مع الشخصيات الثانوية القديمة و الجديدة ، نعم الاحداث تصبح مرعبة جداً مع تقديم بعض التغيرات الغريبة لاحدى الشقيقتان !! تبدو و كانها أكبر بكثير ، بل تبدو و كأنها ميكو من الجزء الاول !! الاغرب من ذلك أن الطفلة التي كنا نشاهدها في الجزء الاول و التي لا نعرف ما حكايتها تعود من جديد !! هذا مرعب جداً ، بل أن لهذه الطفلة الصغيرة التي ترتدي الكيمونو ( رداء النسوة في اليابان القديمة ) شقيقه توأم !! التساؤلات التي ستدور بذهنك و انت تلعب عديدة جداً ، ستدمج احداث الجزء الاول مع هذه الاحداث القديمة ستربط بعض الخيوط و ستكتشف بعض المفاجآت الكبيرة فيما يتعلق بحقيقة المنقادين الى المذبحة ...القصة مخيفة فعلاً .

طريقة اللعب و التصوير ...

تأتي العاب الرعب هذه الايام ضمن العديد من التصنيفات المختلفة ، فهنالك العاب الرعب و الاثارة الالعاب التي تعتمد على السرعة و الحركة مع تقديم الرعب كديفل مي كراي من كابكوم مثلاً ، و العاب الرعب و الغموض التي تعتبر على اثارة الرعب عبر غموض الحوادث فيها كسايلنت هيل من كونامي و كلوك تاور من كابكوم و العاب الرعب النفسي الالعاب التي تعتمد على ارعابك عندما تدرك ما يحدث و ليس قبل ذلك و هي العاب الحوارات غالباً كلعبة شادو اوف داستني من كونامي و جبيرائيل نايت و العاب الرعب و البقاء Survival Horror التي تقدم كل شيء كريزدنت ايفل ، و لعبتنا المراجعة ها هنا على هذه الصفحة الالكترونية هي من العاب الرعب و الغموض و رغم ذلك فانها تحوي الكثير من مميزات العاب الرعب النفسية ، لهذا فعليك ان تعرف نوع اللعبة قبل ان تحكم عليها .

البعض اعاب الجزء الاول من " فيتال فريم " كونه لا يحتوي على زومبيات و كلاب جينية و لا يقدم سوى الظلام ، غير ان المشكلة هنا أن هذه اللعبة ليست نسخة من ريزدنت ايفل ، بل لعبة مختلفة ، فهي تقدم مميزات العاب الرعب و الغموض و العاب الرعب النفسية ، صحيح انك لن تكتشف في النهاية انك ميت اصلاً كما في فيلم " الحاسة السادسة " و لكنك لن تنفذ حركات الماتريكس بشكل يجعلك تستغرب هل هذه لعبة رعب أو لعبة خيال علمي كما يحدث في سلسلة الريزدنت ايفل و بالطبع لن يختطفك الفضائيون ايضاً ، لعبة فيتال فريم تحاول ان تجعل نفسها اقرب الى الواقع من اي لعبة رعب أخرى ، و هذا السبب قد يكون ركيزة نجاحها او فشلها ، بعض اللاعبين لن يستسيغوا هذه الفكرة خصوصا ان الفكرة العامة من العاب الفيديو التفاعلية هي الابتعاد عن الواقع و لكن بعض اللاعبين الاخرين ستعجبهم ، لذا ان كنت من محبي ريزدنت ايفل و تريد نسخة منها فلا تكمل هذه المراجعة و انتظر مراجعة ريزدنت ايفل اوتبريك عندما نحصل عليها !!

لديك فتاتين يابانيتن جميلتين معتوهتين تدخلان الى عمق غابة الرعب ، تتحكم بكلتاهما في الحقيقة باسلوب رائع و هي بالمناسبة فكرة لطيفة من تيكمو ، ستتجول في مناطق مظلمة جداً و لا يمكنك ان ترى شيئاً الا باستخدام مصباح يدوي ، يتم تحريك هذا المصباح عبر مسلاة التحكم المتتالية اليمنى للمشاهدة ، و لكن ان كنت ذكياً اكثر فيمكنك تعديل الاضاءة على شاشة جهازك لرؤية اكبر قدر من المواقع على الشاشة و لكنك لن تشاهد كل شيء ، تتحرك بوساطة المسلاة المتتالية اليسرى و تتحرك معك الشقيقه الاخرى ، كلتاهما تتحركان بذكاء معاً و ليس باسلوب المتابعة السخيفة في بعض الالعاب الاخرى ( نتذكر ريزدنت ايفل ديد ايم - هيروز نيفر داي ) و تبدو الحركة واقعية بشكل رائع بين الشقيقتين حتى و ان اوقفت اللعب لفترة بسيطة فانهما تتقابلان و تنظر كل منهما الى الاخرى بتوجس ..وهذا مخيف كلياً .

الاستكشاف يتم بذات الاسلوب ، و هذه المرة لديك الكثير من المناطق لتستكشفها فانت تنتقل في الحقيقه الى مناطق عديدة من الغابة الى القرية ثم الى قصر مهجور مرة اخرى ، قد تتساءل و لكنك ستخاف حتماً أغلب الغرف الداخلية و ارجاء القرية مظلمة تماماً ، سيكون هذا مخيف لدرجة ستنادي فيها قطتك لتجلس معك !! حسناً تبدأ اللعب بعد نحو خمس دقائق لتكون فيلم مرعب من الطراز الذي تشترك فيه نيكول كيدمان و جودي فوستر ، المواقف المرعبة في هذا الفيلم تتجاوز المواقف المرعبة في افلام الرعب مثل" الخاتم "و "الميت الذي يمشي "و حتى فيلم " الاخرون " بل ان فيلم " علامات " لميل جيبسون سيكون فيلم مضحك بالمقارنة مع ما سيحدث معك في هذه اللعبة .

وانت تسير في غابة موحشة بالقرب من قرية مهجورة فاذا بك تلمح طفلة في الامام تقترب قليلاً ثم تختفي ، تلتف قليلاً لتلمح امرأة عجوز تقف بالقرب من الشجرة و تنظر اليك ثم تختفي ، تغمض عينيك و تجد بانك وسط كومة من الجثث و الاشلاء و تلتفت لترى بان شقيقتك قد اختفت و تحولت الى سراب ، تركض لتجد انك تعود الى مكانك ، تفتح عينك مرة اخرى لترى جثث معلقة و مقتولة ، لن تدرك ماذا يحدث و ستترك البلاي ستيشن الثاني و تهرب من غرفتك و تترك قطتك وحيدة !! لكن ان كنت شجاعاً كفاية فستتحمل هذه المشاهد ، عملياً هناك عدد قليل من الالعاب التي تقدم مثل هذه المشاهد المرعبة ، فليست كل العاب الرعب تفعل ذلك ، هنالك ريزدنت ايفل المعدلة مثلاً و برج الساعة الجزء الثالث و سايلنت هيل الجزء الثالث .

مرة اخرى ان كنت قوياً لتحمل هذه المواقف المرعبة التي تحدث طيلة الوقت ، فستدرك ان من يفعلها هم مجموعة من الارواح المعذبة أو الاشباح ، ولتقضي على هذه الاشباع عليك بالتقاط صور لها ، لا داعي لكون الصور ملونة او مع ابتسامة ، مجرد صور و سيتم ذلك بذات الكاميرا السحرية التي استخدمتها في الجزء الاول و لكن الكاميرا السحرية الان تعتبر جديدة ( نحن هنا قبل 30 سنة من الجزء الاول ) حسناً و استخدام الكاميرا في هذا الجزء لا يختلف عن الجزء السابق ، اضغط مفتاح الكتف حتى تحصل على رؤية للشخص الاول First Person View و ثم اصرخ و اطلب من الاشباح ان تبتسم ( تشييز ) الان أضغط مفتاح الدائرة لتلقط صوراً و تقضي على اؤلئك الضبابيين الاوغاد ، بالتأكيد فانت تدرك ان الكاميرا هذه متطورة و تحتاج الى بعض التعديلات ، هنالك افلام ملونة بالاصفر و الازرق و الاحمر منتشرة في ارجاء اللعبة عندما تجدها فانت تزيد قوة الكاميرا و تزيد من فرصك للقضاء على الاشباح الاكبر حجماً و الاسرع .

بالتأكيد لالتقاط هذه الافلام ستحتاج للضغط على مفتاح الحركة ( اكس ) وهذا المفتاح هام جداً فستحتاج اليه لجمع بعض الايقونات التي تجدها في ارجاء اللعبة مثل الادلة و القصاصات و المقويات ، لن تجد اسلحة من اي نوع هنا لا يوجد حتى مقص لتستخدمه في قطع الشراشف البيضاء التي يتشح بها الاشباح ، لكن الادلة في اللعبة و الايقونات مهمة جداً تماماً كما كان الجزء الاول و الجيد انك تستطيع جمع كل ما تجده في اللعبة ، هنالك طريقة أخرى للبحث ايضاً و هي في استخدام الرؤية بعدسة الكاميرا و التحرك و عندها يكون التحرك بطيئاً جداً لكنك تستطيع مواجهة اي خصم يظهر لك عبر الشاشة و بسرعة و بكل دهاء و ستكون عندها كرونالدو و لكن بكاميرا بدل الكرة .

للاسف عند مواجهة الاشباح الكبار أو القادة أو مهما يكن فستكون المواجهات صعبة جداً ، فانت تلعب بدور ضعيف جداً ، حسناً الاخت ميو Mio و الاخت ماياو Mayu سخيفتان الى درجة قاتلة تجعلنا نبكي من اجل الحصول على " كلير فالانتاين " مثلاُ ، بطلات ريزدنت ايفل أقوى من " نيو " و "سوبرمان " و لا تصيبهم طلقة واحدة أو عضه طوال اللعبة اليس كذلك ؟ لذا ستعاني مع البطلتين ميو و ماياو فالسرعة التي تركض بها ميو تذكرنا بالسلحفاء الحلزونية و لا يمكنها تفادي سرعة الاشباع ، فيما لا تفل " ماياو " سوى مضايقتك من الخلف و الجانبين ، لذا فعند القتال ضد القادة أو لنقل بسبب عدم وجود قتال أو قادة ..لنقل عند الاستعداد لتصوير الاشباح المعتوهين كلياً فستعاني كثيراً و ستحتاج الى سرعة كبيرة في التصوير ، و غالباً ما يكون التصوير صعب مع اختفاء الشبح بعد ثلاث ثواني .

أصعب ما في اللعبة كلياً الالغاز المقدمة باسلوب الغاز سلسلة الرعب و الاثارة " اونيموشا " الغاز الابواب و الغاز المفاتيح و الابواب المغلفة ، الغاز العثور على دليل لما يجب عليك ان تفعله و اين تذهب ستفكك دماغك و مع كل هذا الرعب الذي يمليء اللعبة ستدعو قطتك المسكينة الى التفكير بدلاً عنك و قد تكون لديها فكرة جيدة ، الالغاز في اللعبة قدمت بطريقة الجزء الاول أنما باسلوب افضل فانت تحصل على لغز اساسي بعد انهاء كل منطقة و عادة ما يدعوك هذا اللغز الى العودة الى البداية و العثور على دليل أو ايقونة لتستمر في اللعبة ، أحياناً يتم تقديم اللغز بعد مواجهة شبح معين ، و احياناً يتم تقديم سلسلة الغاز متتالية كما يحدث قبل مغادرتك لاطراف القرية في الربع الثاني من اللعبة ، كل هذا جيد و جيد للغاية .

لا توجد لعبة بلا أخطاء في الغالب و لكن توجد العاب باخطاء يمكن التغاضي عنها ، و في لعبة " بروجكت زيرو 2 Zero 2 " أو " فيتال فريم 2 " هنالك بعض الاخطاء التي يمكن فعلاً التغاضي عنها ، ليست اخطاء كبرى و لا تقتل طريقة اللعبة و لكنها تبقى اخطاء ، البداية مع اسلوب اللعب بوساطة الكاميرا و هو اسلوب صعب ، التحريك العام للشخصيات يبدو صعباً بدرجة كبيرة مع السرعة المنخفضة للمشي و الركض .

تصميم المناطق و نظام كاميرا محرك اللعبة لا يتفقان ، يقوم نظام الكامير لمحرك اللعبة ( نظام تصوير المشاهد و التحريك ) بتصوير بعض المناطق لاعطاء زاوية جمالية اكثر منها زاوية بانورامية لذا فقد يهاجمك احد الاشباح و انت لا تعلم اي شيء ، ايضاً قد يظهر احد الاشباح الذين يحتاجون للتصوير للكشف عنهم و لكن نظام الكاميرا التصويرية للمحرك لا يخدم رؤيتك للاحداث في المراحل و قد يبدو هذا سيئاً جداً حيث قد تفقد أحد الخيوط الرئيسية للاحداث في اللعبة و هذا امر سيء ، اما بقية العيوب فانها تتعلق بالرسوم و المؤثرات الصوتية و لذا انتقل الى الفقرات القادمة .

مدى اللعب في هذه اللعبة جيد و يعطيك وقتاً مفتوحاً غير محدد ، فعندما تكون راغباً ان انهاء اللعبة و تستعين بكتب الحل الكامل فستهيها في 9 ساعات و لكن ان كنت من اؤلئك الذي لا يعترفون بالمساعدة فستنهيها مثلنا في أكثر من 23 ساعة من اللعب ، هذا كثير بالمقارنة مع العاب رعب أخرى ، مدى حياة افتراضية كهذا يعني ان اللعبة ليست صغيرة و ليست خالية من الاحداث و التشعبات ، المثير فعلاً انك ستفكر بعد الانتهاء من جلسات اللعب -و ان لم تنهي اللعبة - بالاحداث التي تجري معك و علاقتها بالجزء الاول و هذا أمر رائع للغاية .

للوهلة الاولى بعد مشاهدتك للعرض الافتتاحي ستفكر بلعبة القتال " ديد اور الايف " هذا سيحدث معك يا صديقي ، السبب أن تصميم الشخصيات يشبه الى حد كبير تصميم الشخصيات لسلسة العاب القتال " مطلوب حياً او ميتاً " ، ما الحكاية مع شركة تيكمو فعلاً ، هذه التصاميم للشخصيات لا تستخدم الا من شركة " تيكمو " هل عرفتم عن ماذا اتكلم ( أو اكتب ) وجوه كبيرة ناعمة ، عيون ضخمة سوداء واسعة ، و اطراف رقيقه و ناعمة هذا الاسلوب نفذ في كافة العاب " تيكمو " و رغم ان فريق تصميم اللعبة " زيرو " يختلف عن فريق تيكمو الآخر " نينجا " الا ان تصميم الشخصيات متشابه تماماً ، هذه نقطة قد تكون سخيفة و لكن ماذا أفعل فهذا ما لاحظته فعلاً في البداية .

المشاهد السينمائية المصنوعة بتقنية الكمبيوتر جرافيكس الفائقة التضليع CGI كانت رائعة ، ان هذا الاسلوب اصبحت تتقنه شركة : تيكمو " بصورة كبيرة ، و يبدو اسلوب الشركة واضحاً ، " تيكمو " تعتمد كثيراً على ابراز الفتيات و الاغراء في تنفيذ مشاهد الـCGI وهو امر عادت لتفعله في هذه اللعبة ، بقية المشاهد المرعبة التي تعتمد على الدموية و المشاهد المقرفة تم تنفيذها ايضاً بطريقة رائعة للغاية و مخيفة تماماً مع اخراج باسلوب الرسوم المتحركة اليابانية ، لا تعتبر قمة فاعمال " روبوت " اليابانية و " سكوير-اينكس " أفضل من هذا بكثير و لكن " تيكمو " بذلت جهداً كبيراً في ابراز قدراتها على صنع الـCGI ، اما المشاهد السينمائية التي اعتمدت على رسوم اللعبة نفسها فكانت جيدة نوعاً ما و اغلب هذه المشاهد طويلة ايضاً و تأتي بسرعة و دون تحميل على الشاشة و في الحقيقة اخراج مشاهد الرسوم الفعلية كان أفضل من تلك المعتمدة على تقنية الـCGI .

تم صقل الشخصيات الاساسية " ميو " و " ماياو " بعدد هائل من المضلعات يتجاوز الثلاثين الف مضلع و تم اجراء عمليات جراحية هائلة لابراز الاطراف بشكل حاد و انيق و كذلك تم تزويد الملابس بالمضلعات الفيزيائية لمؤثرات التحريك و تم صقل المربس و ابراز عناصر الشفافية و اللمعان ، حتى شعر كل شخصية حصل على اهتمام كبير لذا فيبدو كل شيء واقعياً لدرجة مخيفة بقدر اللعبة نفسها ، و أن لم اكن مخطئاً فهذه المعالجة الرسومية المتميزة نجدها في العاب القتال " ديد اور الايف " ايضاً بل انها ذات المعالجة الرسومية فعلاً غير ان التحريك يختلف قطعاً ، الشخصيات الاخرى كالصغيرات و عجائز القرية من الاشباح و الاشباح العاديين تم تلقيمهم بالمضلعات ايضاً ، و يمكن ان تكون تقنية الاشكال الشبحية هي الأفضل بكل جدارة خصوصا ان استخدامها مع المراحل المظلمة في هذه اللعب قد نفذ بصورة مذهلة ، ليبدو كل شبح حقيقي فعلاً ، المؤثرات الضبابية للاشباح و التي تكسو المضلعات رائعة و هذا امر لا نراه كثيراً ، هل ترى الاشباح اصلاً ؟

التصميم العام للمراحل في اللعبة ياباني رائع ، حتى انك لتشم رائحة درع ساموراي قديم ، تصاميم يابانية فاخرة فعلاً في كل التفاصيل من الشمعدانات القديمة و الابواب الورقية و حتى الخزانات الخشبية الصغيرة و الطاولات الارضية ، لفائف الورق المستخدمة للرسائل و آبار المياه المتواجدة في كل منزل ، هذا امر رائع ، في الحقيقة لم نحصل على اجواء يابانية بهذه الصورة سوى في بعض الالعاب مثل " شين مو " في جزئها الاول و " اونيموشا " في جزئها الاول و الثاني ، التصميم العام للغابة رائع ايضاً و تميز بخدعة لتعريفنا بضخامة العالم حيث وضعت اشجار حول المنطقة و لكن لايمكن الوصول اليها .

الرؤية في الداخل رائعة و تعمل كاميرا محرك اللعب على منحنا رؤية مغلقة لمنطقة صغيرة من اللعبة ، هذه قد تسبب مشاكل في التقاط صور للاشباح ، و لكنها تؤدي عملها لتكوين رؤية و طابع مرعب للعبة خصوصا ان المؤثرات الضوئية و على رأسها الظلام يتم تنفيذه بصورة مخيفة فهناك اشياء تتحرك و للكنك لا تعرف ما هي و تم مزج الظلال بالضباب الخفيف لتكوين حالة من الرعب الحقيقي في نفسك عن حدوث أمر ما ، و لكن الملاحظ ان الزاوية التصويرية غالباً ما تتخذ وضعية الكشف عن مكان الايقونة او المخرج الذي عليك الذهاب اليه و في هذا قتل كبير لمتعة الاستكشاف و الرعب في اللعبة ، خطأ بسيط و لكنه مكلف .

ايضاً وبعيداً عن الشقيقتين ، يلاحظ ان كافة الشخصيات تعاني من حواف بارزة ، مضلعات حادة لكافة الشخصيات ، بل أن يد و اصابع الطفلة ذات الكومينو تبدو مضحكة و كذلك ينطبق الامر على عجائز القرية من الاشباح ، تحتاج اللعبة الى تحسين مستوى المضلعات و منحها بعض درجات النعومة وتصغير حجم الاصابع قليلاً ، لا يمكن التعذر بقوة البلاي ستيشن الثاني الرسومية الآن يا " تيكمو " فها هي سايلنت هيل مذهلة و " اونيموشا " الثالثة و ايضاً ميتل جير سوليد الثالثة و عدد كبير من الالعاب الاخرى تتميز بالحواف الناعمة الملساء ، تحتاجون الى المزيد من الوقت لصقل الشخصيات .

المؤثرات البصرية متوسطة المستوى ، فالمصباح اليدوي يكشف منطقة صغيرة امامك و يبدو استخدام الضوء و الظلال و اقعي لدرجة متوسطة و لكن في الحقيقة ليس تماماً ، ايضاً عند التصوير بالكاميرا السحرية لا تبدو المؤثرات الضوئية حقيقة خصوصا انك بمنطقة مظلمة ، المؤثرات المائية بائسة كلياً و تذكرنا بتلك في " غراند ثيفت اوتو فايس سيتي " هذا امر غريب ، في الحقيقة لم يتم تعديل المؤثرات البصرية عما كانت عليه في الجزء الاول من اللعب الصادر قبل نحو سنتين !! هذا امر سيء ، بعض الالعاب الاخرى لم تغير اي شيء في جزئها الثاني و " بروجكت زيرو " واحدة من هذه الالعاب ، هذا أمر سيء جداً .

Zero 2

التقدير : 80 %
الجهاز : بلاي ستيشن ( نظام ياباني NTSC J )
الشركة الناشرة : تيكمو
الشركة المطورة : تيكمو
تاريخ الاصدار - النسخة اليابانية 27 نوفمبر 2003
في الاسواق
تاريخ الاصدار - النسخة الامريكية - 10 ديسمبر 2003

منقوول والشكر لصاب الموضوع