هذا ليس إعلانا عن فيلم جديد من سلسلة أفلام دراكولا أو فامبايار، أو حتى رواية جديدة للدكتور أحمد خالد توفيق التي تتناول أحداثا من وحي الخيال، ولكننا نتحدث عن بعض القبائل التي تستحل أكل لحوم البشر ..
وكانت هذه القبائل تقوم بذلك سرا ولم ينكشف أمرها إلا من خلال بعض الحوادث التي يرتكبونها أو يتعرضون لها ، وكانت آخرها ما نشر عن ارتكاب شاب روسى من أكلة لحوم البشر جريمة بشعة عندما أقدم على قتل جدته قتلا بطيئا وأكل لحمها وهى مازالت على قيد الحياة.. الغريب أن سيرجى الذي لم يتجاوز الـ26عاما شاب ملتزم وبرغم هذا استخدم طريقة غاية في الوحشية حيث قام بشل حركة جدته ذات الستين عاما وقتلها قتلاً بطيئا بقطعة مرآة حادة، كما اقتلع عيني جدته وقطع جسدها إلى أجزاء وبدأ في تناول لحمها وهى لا تزال حية، وكانت الجدة واعية لما يحدث لها، وحاولت المقاومة بكل ما تستطيع من قوة ولكنه قطع لسانها وشرع في أكله أيضا!
وعندما سمع الجيران صوت صراخها أبلغوا الشرطة التي وجدت الحفيد واقفا وسط الغرفة بملابسه الداخلية فقط ومغطى بدماء جدته، وقد ذكر الموقع الإخباري "برافدا" أن المحكمة وضعت الشاب في مصحة عقلية قبل محاكمته، وذكرت الصحف البريطانية أن "سيرجى" غيرُ نادم على ما فعل، كما أنه أخبر علماء النفس أن أصوات تعيش في رأسه أمرته بقتل جدته على هذا النحو.
وعن ممارسة أكل لحوم البشر ذكرت موسوعة ويكيبيديا أنه كان يتم أثناء المجاعات، وفي المدن المحاصرة، ومن بعض القبائل البدائية، وأحيانا كنوع من المبالغة في إيذاء العدو حيث يأكل المنتصر من لحم المهزوم اعتقاد من البعض أن أكل لحم الأعداء ينقل قدراتهم لهم، كما يتم كإحدى الطقوس الدينية أو طقوس الدفن، وأحيانا أيضا يتم كمرض سلوكي جنسي!
وقد ذكرت في كتب التاريخ عدة أمثلة لذلك حينما وجد الأثريون عظاما بشرية في أوعية طهي عمرها نصف مليون عام في الصين, ومن أشهر القبائل التي اشتهرت بهذا النشاط قبيلة (أناسازي) في أمريكا الشمالية..وقد يكون أكل لحم البشر نوع من التكريم للميت مثلما تفعل بعض القبائل في نيوزيلندا.
أما عن العصر الحديث فقد اشتهر العديد من السفاحين بأكل لحوم البشر مثل آرمين مايفيس فني الكمبيوتر الألماني الذي أعترف بقتل وأكل رجل في أوائل عام 2001 حيث التقى به بعد أن أعلن على مواقع الإنترنت أنه يطلب "شابا قوي البنية ما بين الثامنة عشر والثلاثين للذبح" ثم قال مايفيس بعد ذلك إنه قتله برضا الأخير،و من السفاحين أيضا الروسي أندريه تشيكاتيلو الذي قتل 53 شخصا بين عامي 1978 و1990 وأكل لحمهم!
وأغرب ما في الموضوع أن بعض دول شرق أسيا حاليا تقوم بأكل لحوم البشر من الأطفال بشكل علني حيث يقومون ببيعها معلبة في المتاجر العامة كوجبات شهية حيث يعتبرون أشهى ما فيها هو المخ البشري، والغريب أن بعضهم لا يحب تناول أعضاء الأطفال المعلبة بل يفضل أكلها طازجة، وترجع هذه القبائل إلى ديانات لا تحرم أكل البشر!
وقد يكون طبيعيا أن ترى مثل هذه الوقائع لدى سلالات تعيش الحياة البدائية حتى الآن في أحراش جنوب أفريقيا والذين يأكلون لحوم بعضهم كأحد الطقوس الدينية لهم، ولكن غير المعقول هو ظهور موقع أمريكي يعلن عن بيع لحوم بشرية تحت الطلب خلال العام الماضي وقد تم حجبه بعدها بفترة!
وتقول د. سهام عبد الحميد-أستاذ الأنثربولوجي بالمركز القومي للبحوث-: أكل لحوم البشر كان موجودا في فترات بدائية من حياة الإنسان وكان له عدة أسباب تغيرت بتغير الزمن حيث بدأت مع عدم قدرة الإنسان على الحصول على غذاء مما تسبب بموت البعض فأصبحوا يأكلون لحم من يموت منهم، واستمرت هذه الطقوس ولكن بتغير الدافع حيث أصبح أكل لحم البشر يمثل دلالة دينية على تمجيده فيصبح بداخلهم بدلا من أن يدفنوه في الأرض، ولكن كل وقائع أكل البشر كان لها سبب خرافي أو مرضي أو الوقوع تحت تأثير جوع مميت، ولكن ليس له علاقة بوجود إنسان خارق أو شاذ عما هو طبيعي بمعنى أنه لا يوجد مثلما يظهر في الأفلام الأجنبية بشر لا يتغذون إلا على البشر، ففي الواقع دائما ما تجد دافعا دينيا وراء الموضوع أو تجد هناك كارثة طبيعية مثل المجاعات، أو مرضا نفسيا يدعو صاحبه لأكل من مثله من البشر، أما عما يحدث الآن من بيع لحوم البشر في المتاجر أو مواقع الإنترنت فهي أمور غريبة لا أستطيع أن أتخيلها وإن كنت قرأت عنها بعض التقارير من حين لآخر خصوصا أنها في مجتمعات مدنية وليست بدائية ولكن التفسير الوحيد لذلك هو وجود معتقد ديني في ديانة أصحاب هذه الأفعال يبرر لهم ما يفعلون!
ويضيف الروائي د. أحمد خالد توفيق قائلا: لقد تناولت أكلة لحوم البشر في حوالي أربع روايات مختلفة وكنت أمزج فيها بين الخيال والواقع، أما بالنسبة للحوادث الواقعية، فهناك حكاية ترجع للثورة الثقافية الصينية كانت تتحدث عن أن الأسر الصينية تقوم بتبادل أطفال بعضهما ويأكلوها بسبب الفقر والجوع وكان يتم التبادل حتى يخففوا عن أنفسهم الإحساس بالجريمة التي يرتكبونها، وهناك حوادث شهيرة مثل حادثة فريق براجواي التي وقعت في السبعينات حيث سقطت به الطائرة في منطقة ثلجية وظلوا أياما دون طعام حتى اضطروا أن يأكلوا لحوم من ماتوا أثناء سقوط الطائرة، ولكن تجد أيضا بعض القبائل في الكونغو تأكل لحوم البشر حتى الآن وهو بالنسبة لهم حيث يقولون أن فيها نكهة غير موجودة في أي نوع من اللحوم، بخلاف وجود قبائل تقوم بأعمال السحر والتي تعتقد أن أكل لحم البشر يعطي قدرات روحية خاصة، وقد ظهر مرض الكورو لدى قبائل بابوغنيا بأستراليا وهو فيروس ينتقل على أثر أكل مخ الإنسان ويظل المصاب به يضحك ضحكا هيستيريا حتى يموت في النهاية، ومن حين لآخر يظهر أكلة لحوم بشر أمريكيين مثل أيدجين الذي أستوحت منه السينما الأمريكية معظم أفلامها عن أكلة لحوم البشر، ولكن لا يتم معاقبتهم لأنه لا يوجد مادة في القانون الأمريكي تعاقب على أكل لحم البشر، وكذلك أيضا هناك طالب ياباني كان يدرس بجامعة السربون في فرنسا ضرب البنت التي يحبها فأصيبت بإغماء فأكلها وحينما سألوه قال أنه طوال عمره يتمنى أكل فتاة فلم يتم إعدامه لأنهم اعتبروه مجنونا فكتب الكثير من القصص عن أكله لها، وعن الموقع الأمريكي مان بيف الذي عرض لحوما بشرية للبيع فقد أرسلت رسالة للمباحث الفيدرالية وكل ما تم منهم هو أن أرسلوا لي أن الرسالة تم أستلامها، ولكن يبقى هناك أسباب رئيسية لأكل البشر هي المجاعات، والحروب، وأعمال السحر،والجنون، والتنكيل بالعدو.