نصيحة مني .. إذا كنت تنوي الانتقال للسكن في
منزل قديم فأحرص على أن تسأل عن تاريخه وماضيه وذلك لكي تتفادى المفاجآت
المزعجة مستقبلا حين تعلم ، على سبيل المثال، بأن المالك السابق مات مقتولا
داخله أو انه كان منزلا سيء السمعة يعج بالموبقات .. أو ربما كان مغسلا
للموتى تشبعت جدرانه برائحة الجثث!!. ربما تبتسم ساخرا عزيزي القارئ ..
فأنت ستقول حتما بأن احتمال حدوث هكذا أمور، خصوصا قضية مغسل الموتى، هي
احتمال ضعيف جدا بل ربما هي المستحيل بعينه. لكن على مهلك لا تتعجل الأمور
كما فعلت عائلة سنيدكير عندما استأجرت منزلا قديما من دون أن تزعج نفسها
بالسؤال عن ماضيه فإذا بذلك الماضي يطل عليها لاحقا ليحيل حياتها إلى
كوابيس مرعبة اقتبست عنها هوليوود سيناريو أشهر أفلام الرعب لعام 2009.
|
من ملصق فلم المنزل المسكون في كونيتيكت |
في 27 آذار / مارس عام 2007 تم افتتاح عرض فلم "The Haunting in Connecticut " في صالات السينما الأمريكية، الفلم احتل المرتبة
الثانية بين أفضل عشرة أفلام أمريكية في نهاية الأسبوع الأول من عرضه.
|
فيديو للشريط الدعائي للفلم |
الفلم مقتبس عن أحداث حقيقية لكنه لا يخلو
طبعا من وقائع خيالية أضافها كاتب السيناريو متعمدا لكي يضفي المزيد من جو
الإثارة والرعب. القصة الحقيقية وقعت داخل احد المنازل القديمة في ولاية
كونيتيكت الأمريكية وعايش أحداثها الواقعية أفراد عائلة سنيدكير (Snedeker Family
) في عام 1986، لكنها مثلها مثل جميع قصص الجن والأشباح أثارت
خلال السنوات المنصرمة جدلا طويلا ومتجددا حول مدى صحة حدوثها ومدى صدق
شخصياتها في وصف طبيعة ومجريات وقائعها.
قصة
الفلم، باختصار ومن دون إفساد متعة المشاهدة، تدور حول عائلة كامبل
الأمريكية التي تقرر استئجار منزل قريب من مستشفى علاج السرطان في
كونيتيكت لغرض إبقاء ابنها ماثيو (مات) المصاب بالمرض قريبا من العناية
الطبية المتخصصة، ولأن العائلة كانت تعاني من ضائقة مالية بسبب تكاليف
العلاج الباهظة لذلك فقد وضعت نصب عينيها أن يكون إيجار المنزل المنشود
ضمن الحدود المالية التي تستطيع تحمل أعبائها.
الأم سارا (أدت دورها الممثلة فيرجينيا مادسين) شعرت
بأنها محظوظة حقا لأنها عثرت على منزل كبير طلب مالكه مبلغ إيجار اقل
بكثير مما يستحقه، لكن دهشتها لرخص الإيجار تتلاشى سريعا حين تعلم بأن
المنزل له ماضي سيء، إلا أنها قررت المضي في استئجاره رغم ذلك ومن دون أن
تخبر زوجها بيتر وعائلتها حول الأمر.
لا
تمضي مدة طويلة على سكنى عائلة كامبل في المنزل حتى يعثروا في القبو على
غرفة صغيرة تحتوي على سجلات قديمة وأدوات كانت تستخدم في غسل وتهيئة جثث
الموتى للجنازة والدفن، وعلى الفور تدرك العائلة بأن منزلهم الحالي كان في
الماضي دارا للجنائز، ويترافق هذا الاكتشاف المزعج مع حدوث بعض الأمور
الغريبة والمخيفة داخل المنزل والتي تؤدي إلى كشف المزيد عن ماضيه المؤلم
.. ذلك الماضي التي يصارع أفراد عائلة كامبل فيما تبقى من وقت الفلم
للتخلص من شروره.
القصة الحقيقية |
لقطة من الفلم للمثلة فرجينيا مادسن التي ادت دور الام كارمن سنيدكير والتي تظهر صورتها الحقيقية في اعلى اليسار |
عائلة سنيدكير الحقيقية (عائلة كامبل في
الفلم) تتكون من الزوجان كارمن و الين وولديهما فيليب وبرادلي وابنتهما
جنيفر وكذلك تامي ابنة أخت كارمن التي كانت تعيش مع خالتها بسبب المشاكل
العائلية المتكررة بين والديها. وكما في الفلم، تبدأ قصة عائلة سنيدكير
بالبحث عن منزل للإيجار يكون قريبا من المستشفى التي يعالج فيها الأبن
فيليب (ماثيو في الفلم) المصاب بمرض السرطان.
العائلة تعثر على ضالتها أخيرا في مدينة ساوثنكتون
الواقعة في ولاية كونيتيكت الأمريكية حيث تؤجر مقابل مبلغ شهري ضئيل منزلا
فخما وكبيرا يعود تاريخه إلى العصر الفيكتوري (القرن التاسع عشر).
وعلى عكس الفلم فأن الأم كارمن (سارا كامبل في
الفلم) زعمت بأن المالك لم يخبرها قط عن ماضي المنزل، لكنها تكتشف ذلك
بنفسها أثناء تنظيفها للقبو فتعثر خلف بعض مواد البناء وقطع الأثاث
القديمة على غرفة صغيرة تحتوي على مجموعة من أدوات تغسيل وتحنيط جثث
الموتى، كما تعثر أيضا على وثائق وفاة وسجلات جنائز قديمة إضافة إلى بعض
الصور والأشياء المتعلقة بالموتى.
يتسلل الخوف إلى قلب السيدة كارمن
حين تدرك أخيرا بأن المنزل الذي استأجرته كان في السابق دارا للجنائز وان
الغرفة الصغيرة التي اكتشفتها في الأسفل كانت تستخدم لإنزال ورفع التوابيت
بواسطة السلاسل من والى القبو، ليس هذا فحسب، فخلال بحثها ونبشها في ماضي
المنزل تصاب كارمن بصدمة حقيقية حين تعلم بأن أمورا كريهة وملعونة جرت
داخل القبو قبل عدة عقود حيث تم اتهام أحد العاملين في دار الجنائز آنذاك
بانتهاك حرمة الموتى من خلال ممارسات جنسية شاذة ومقززة مع الجثث.
إماطة اللثام عن الماضي المخيف للمنزل رافقه
حدوث بعض الأمور الشريرة والغامضة، فبسبب مرض فيليب وصغر الغرف في الطابق
العلوي اضطرت العائلة إلى استخدام القبو الواسع كمكان لنوم ولديها فيليب
وبرادلي، وفي ذلك القبو المظلم والبارد حيث كانت تحفظ الجثث في الماضي بدأ
الولدان يسمعان أصوات غامضة ومجهولة وصارت الكوابيس المرعبة تقض مضجعهما
إلى درجة أنهما أخذا يفران كل ليلة من سريريهما ليصعدا خلسة إلى الطابق
الأرضي ويناما هناك.
الزوجان سنيدكير ظنا للوهلة الأولى بأن ما يراه
الأولاد، خصوصا فيليب، سببه الحقيقي هو تأثير الأدوية القوية التي كان
يتناولها للعلاج من مرضه، لكن الأحداث الغريبة لم تلبث أن داهمت جميع سكان
المنزل.
في احد الأيام، بينما كانت
كارمن تقوم بمسح أرضية مطبخها، فجأة تحول لون ماء الممسحة إلى الأحمر
القاني حتى خيل للمرأة المرعوبة بأن الممسحة أخذت تنضح دما، صاحب ذلك
انتشار رائحة كريهة تزكم الأنوف كأنها رائحة جثث متعفنة.
صار أفراد العائلة يشاهدون برعب أشخاصا غرباء يتجولون
داخل المنزل، أطياف غامضة أخذت تظهر وتختفي فجأة بوجوه كالحة مرعبة كأنها
مخلوقات قادمة من عالم آخر. لم يعد الأمر بالنسبة لعائلة سنيدكير مجرد
كوابيس وهلوسة مزعجة وإنما ازدادت قناعتهم تدريجيا بأن منزلهم مسكون بقوى
غامضة وشريرة لها علاقة بماضي المنزل السيئ.
يوما بعد آخر أخذت الأمور تزداد سوءا وتخرج عن نطاق
السيطرة، صارت الأرواح الشريرة أكثر عنفا وجرأة حتى أنها اعتدت جسديا على
بعض أفراد العائلة. فالزوجان سنيدكير زعما لاحقا في كتاب صدر حول قصتهما
بأن كليهما تعرضا عدة مرات للاعتداء الجنسي من قبل تلك المخلوقات الخارقة
والمجهولة. الأمر نفسه حدث أيضا مع تامي ابنة أخت كارمن، ففي إحدى الليالي
بينما كانت نائمة في غرفتها بالطابق العلوي أحست الفتاة المراهقة فجأة
بيدين خفيتين تعبثان بجسدها وتتحسسانه كأن شخصا ما يحاول إثارتها جنسيا.
|
صورة حقيقية لمنزل كونيتيكت المسكون والى الاسفل صورة حقيقية لعائلة سنديكير مع الزوجان وارن |
بمرور الأيام اخذ أفراد العائلة يشاهدون بوضوح
طبيعة المخلوقات التي تشاركهم السكن في منزلهم، كارمن وصفت تلك الشخصيات
الأثيرية المرعبة قائلة بأنهم : "كانوا أقوياء وخارقون إلى درجة لا تصدق"
أما هيئاتهم وأشكالهم فقد كان : "احدهم نحيفا جدا، وجنتاه طويلتان، شعره
اسود طويل وعيون سوداء قاتمة. الآخر كان شعره ابيض وعيناه بيضاء أيضا، كان
يرتدي بذلة مخططة وكانت قدماه في حركة مستمرة ودائبة. هناك واحد آخر كانت
ابتسامته عريضة إلى درجة أن أطراف شفته كانت تلامس عيونه، وكان في غاية
القصر أيضا".
في جوف الليل كان يتناهى
إلى أسماع أفراد العائلة صوت صليل معدني قادم من غرفة التوابيت في القبو،
صوت أشبه باحتكاك السلاسل الحديدية التي كان عمال دار الجنائز يستخدموها
لرفع وإنزال التوابيت من وإلى القبو.
مصابيح
المنزل الكهربائية كانت تتوهج فجأة من تلقاء نفسها وتبقى مضاءة حتى لو
قطعوا التيار الكهربائي عنها!.
الروائح
الكريهة كانت تنتشر من حين لآخر في جميع أرجاء المنزل .. روائح جثث ولحم
متفسخ.
لم تقتصر أحداث المنزل على الجن
ولا على الأصوات الغامضة والروائح الكريهة. لكن مما زاد الطين بله وأثار
مخاوف حقيقية لدى عائلة سنيدكير هو ملاحظتهم لظهور تحولات وتغيرات غير
طبيعية طرأت فجأة على شخصية ابنهم المريض فيليب، أصبح الفتى سريع الغضب
وعنيفا لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، كما تحول فجأة إلى شاعر مفوه يكتب قصائد
في غاية البلاغة والشاعرية لكنها تتسم أيضا بسوداوية مفرطة وتكاد مواضيعها
لا تتجاوز مسألة الموت والقبر، إحدى قصائده الغريبة كانت تتغزل بجثث
الموتى وتتحدث عن ممارسة الجنس معها!.
أخيرا
وبعد تزايد مخاوف الزوجين سنيدكير على سلامة أبنائهم، اضطروا إلى طلب
المساعدة من خبيرين روحانيين هما الزوجين أد و لورين وارن اللذان اشتهرا
سابقا في دورهما في حل قضية شهيرة شغلت الرأي العام في الولايات المتحدة
لفترة وجرت وقائعها في منزل امتيفيل في نيويورك الذي شهد حدوث جريمة مروعة
في سبعينات القرن المنصرم وزعم العديد من مالكوه لاحقا بأنه مسكون بالجن
والعفاريت.
الزوجان وارن مكثا قرابة
التسعة أسابيع في منزل عائلة سنيدكير من اجل التأكد من حقيقية وطبيعة
الأحداث الغريبة التي تجري داخله. لكن الزوجان لم يحتاجا لفترة طويلة من
المراقبة ليتأكدا بأن شيئا ما غير طبيعي يجري داخل المنزل، فمنذ اليوم
الأول لوصولهم شعرا وكذلك جميع أفراد فريق العمل المصاحب لهم بشعور غير
مريح يطغي على نفوسهم، كان هناك شيء خفي شرير أحس بوجوده الجميع ما أن خطت
أقدامهم إلى داخل المنزل.
احد مساعدي
الزوجين ويدعى جون وصف الأحداث الغريبة التي شاهدها بنفسه قائلا : "في
إحدى الليالي كنت جالسا على الطاولة في غرفة الطعام أراجع بعض ملاحظاتي
التي كنت قد كتبتها سابقا، وفجأة أصبح هواء الغرفة باردا وأحسست بوجود شخص
آخر معي في الغرفة لكني لم استطع أن أراه. صرخت مناديا على الآخرين الذين
كانوا نائمين في غرفة المعيشة، لكني لم استطع إيقاظهم رغم أني صرخت بأعلى
صوتي كأنما كان هناك شيء يحول دون خروج صوتي من الغرفة. حين نظرت إلى
السلم شاهدت ما يشبه الشبح بدء في الظهور والتشكل، في هذه الأثناء بدأ
هواء الغرفة يعبق بروائح كريهة إلى درجة أني بالكاد كنت استطيع التنفس،
وفيما اخذ الشبح يتخذ شكلا وهيئة واضحة سمعت ضوضاء عظيمة تصدر من خلفه
كأنها أصوات آلاف الأجنحة تخفق معا ... في حياتي كلها لم اشعر بالرعب كما
شعرت في ذلك اليوم".
في النهاية وبعد أن تأكد الزوجان وارن من أن
المنزل مسكون حقا أشارا على كارمن بطلب المساعدة من شخص متخصص في طرد الجن
والأرواح الشريرة، وبالفعل قامت عائلة سنيدكير باستدعاء احد طاردي
الأرواح الذي قام في إحدى ليالي عام 1988 بأجراء الطقوس اللازمة لإجبار
الجن على ترك المنزل، عملية الطرد لم تكن سهلة إذ زعم أفراد العائلة بأن
الجن قاوموا الطقوس بشدة ورفضوا ترك المنزل بسهولة، لكن ما أن انتهى طارد
الأرواح من عمله حتى شعر الجميع بنوع من الراحة والخفة كأنما كان هناك شيء
ما ثقيل يرزح فوق صدورهم وتم إبعاده وإزاحته.
لم تشهد عائلة سنيدكير أي أحداث غريبة بعد جلسة الطرد
وعاشوا في المنزل بسلام لعدة أشهر أخرى حتى تركوه نهائيا في عام 1989، كما
لم يشهد نزلاء المنزل اللاحقون أي أمور غير طبيعية وهو مما دفع بالعديد
منهم إلى التشكيك في قصة ومزاعم عائلة سنيدكير.
فيليب سنيدكير شفي تماما من مرض السرطان وهو اليوم متزوج
ولديه ثلاثة أطفال.
هل كان منزل عائلة
سنيدكير مسكونا حقا؟كما عودناك عزيزي
القارئ في مقالاتنا السابقة فأننا لا نسلم بصدق القصص التي نكتب عنها في
موقع مملكة الخوف من دون تمحيص وبحث.
بالنسبة
لقصة منزل عائلة سنيدكير المسكون فهناك أناس صدقوا بأن العائلة تعرضت حقا
لمواجهة مع قوى شريرة غير طبيعية حتى أن القصة أصبحت بمرور الوقت إحدى
أشهر قصص البيوت المسكونة في أمريكا، تم تأليف كتاب حولها كما تم تجسيد
أحداثها في السينما.
في نفس الوقت كان هناك أيضا من شكك في القصة
وكذبها جملة وتفصيلا، وقد كان لكل فريق من المصدقين والمشككين حججه
ودلائله.
فريق المصدقين بالقصة يقولون
بأن هناك العديد من الشهود الذين أكدوا صحة مزاعم أفراد عائلة سنيدكير،
فهناك الزوجان وارن ومساعدهما جون وكذلك بعض أقارب العائلة ممن قضوا عدة
أيام في ضيافتها كانوا شهودا خلالها على العديد من الأحداث غير الطبيعية.
كما أن المنزل كان حقا دارا للجنائز لعدة
عقود.
أضف إلى كل ذلك فما مصلحة عائلة
تعاني ما تعانيه من اجل علاج ابنها مع مرض السرطان في اختراع هكذا قصة؟.
أما فريق المكذبين فيقول بأن منزل عائلة
سنيدكير في كونتيكيت لم يشهد أي أحداث غريبة لا قبل ولا بعد سكن العائلة
فيه وهو أمر يثير الاستغراب والكثير من علامات الاستفهام، فجميع من سكنوا
في المنزل بعد العائلة قالوا بأنهم لم يلاحظوا أو يشاهدوا حدوث أي أمر غير
طبيعي داخله.
عائلة سنيدكير ترد على هذا التشكيك بالقول بأن سبب عدم
ظهور الجن بعد مغادرتها المنزل يعود في الحقيقية إلى جلسة طرد الأرواح
التي أجراها روحاني مختص عام 1989.
كما
ان فريق المكذبين وعلى الرغم من انه يقر بأن المنزل كان دارا للجنائز يوما
ما لكنه يشكك بقوة في مزاعم السيدة كارمن سنيدكير حول قيام احد عمال دار
الجنائز بممارسة الجنس مع الجثث إذ لم يتم العثور أبدا على أي دليل يؤكد
حدوث هذا الأمر.
راي غارتون مؤلف كتاب " In a Dark Place " والذي تناول قصة المنزل المسكون وكان سببا رئيسيا في
شهرته قال بأن ما اخبره به أفراد عائلة سنيدكير حول الأحداث التي عايشوها
داخل المنزل كان في غالبه متناقضا وانه اضطر لإضافة بعض التفاصيل من عنده
من اجل التغطية على هذا النقص في القصة، كما إن العائلة لم تسمح له أبدا
بمقابلة الفتى فيليب سنيدكير رغم انه كان الشخصية المحورية للقصة بمجملها
وان المرة الوحيدة التي تحدث فيها معه كانت عن طريق الهاتف وحين بدأ الفتى
يخبره بأنه لم يشاهد حقا أمورا غريبة في ذلك المنزل استلت والدته السماعة
منه وأنهت المكالمة على الفور.
أما
الحجة الأقوى لدى فريق المشككين فهي تتساءل ببساطة عن سبب بقاء عائلة
سنيدكير لمدة سنتين ونصف في منزل تعرضوا داخله إلى صنوف الأذى النفسي
والجسدي والاغتصاب!! الم يكن الأجدر بالعائلة ترك المنزل فور اكتشافهم
لماضيه السيئ أو على الأقل عندما بدأت الأحداث الغريبة والمرعبة تقع داخله
خلال فترة إقامتهم الاولى.
عائلة
سنيدكير ترد على هذا التشكيك قائلة بأن ظروفهما المالية الصعبة آنذاك هي
التي أجبرتها على تحمل ذلك الجحيم الذي عاشوه في المنزل لسنتين.
على العموم، وكالعادة، تبقى مسألة تصديق أو
تكذيب هذه القصة متروكة لك وحدك عزيزي القارئ.
ملاحظة : ما ذكرته في القصة حول أن المنزل مسكون بالجن وليس
الأشباح هو بسبب أن عائلة سنيدكير وجميع من تناولوا أحداث المنزل المسكون
وصفوا طبيعة القوى التي واجهوها بكلمة (Demon ) وهي تعني شياطين وعفاريت أو
ما نطلق عليه نحن في العالم العربي والإسلامي اسم الجن، وهذه الكلمة ذات
جذر إغريقي عرفتها جميع الحضارات والأديان بأسماء مختلفة حتى قبل ظهور
الأديان الإبراهيمية وتشير بالتحديد إلى قوى روحانية غير مرئية حاقدة
وشريرة وهي بذلك تختلف كليا عن الأشباح (Ghost ) التي تشير عادة إلى أرواح
الموتى.