فنظرت لهذا الرجل العجوز الذي كان غير مبالي بما يحدث ..
لا اعرف فقد اصابني الهلع من رؤيه جموع الركاب و هي تفر فرار الفأر من القط , ولا اعرف لماذا خفت وقولت في نفسي الموت مع الجماعه رحمه , فأخذت شنطتي و انطلقت مع جموع الناس وقد انفتح باب الطائره ونزلنا ولفحتنا النسمات الحاره وكان الوقت 9 صباحآ و لم نجد باص او حتي سير بأنتظارنا واخذ الناس يركضون الي مبني المطار الدي يبعد بضع عشرات الامتار عن الطائره , لا بد ان بلامر سر ولا بد ان بطائره شي جعل الركاب يتدافعون للخروج منها , ملكني الخوف واخذت اركض واسابق الركاب من شباب وعجزه و نساء واطفال الي ان وصلت لجانب مبني المطار وكان المبني من طابقين ولونه بني كلون الطين الغامق .
استجمعت انفاسي واتكيت بظهري علي مبني المطار و نظرت لطائره , ورأيت العجوز آخر النازلين بكل تؤدوده وراحه !!!
لم تأتي عربات الاسعاف ولا عربات الاطفاء !!
ماذا حصل بهذا المطار التعيس الذي يحوي مدرج واحد فقط لطيران !!
و هاهو المضيف يغلق باب الطائره كأن شي لم يكن !!
يا ألهي اليش هنالك انفجار او حتي حريق !! لماذا يركضون بهذا الخوف وسرعه منها اذآ ؟
أحترت بأفكاري و الدوامه التي انا بها ولم اعرف الاجابه , حتي الذين سألتهم لم يعيروني اي اهتمام .
كأني من كوكب آخر مثلا
حملت حقيبتي وتقدمت لمدخل المبني الوحيد في المطار , ماهذا صف طويل من الركاب الذين كانو معي بطائره !! لابد انه صف لموظف الجوازات لي يختمو ختم الدخول.
وقفت بصف وبلادق في آخر الصف وامامي الرجل العجوز الذي أظن انه من بلاد الشام , سلمت عليه فرد السلام بأقتضاب واختصار شديد !!
تعجبت مابه !!
ياسيدي وانا مالي ..
انتظرت عده دقائق وانا لم اتحرك ولم يتحرك الصف إلا متر اومترين فوضعت حقيبتي علي الارض واخذت ابحث بنظري عن ابو معاذ فلم اجده !!
لقد اختفي تماما !!
وفجاءه تقدم إلي رجل اسود سواده فاحم وضخم الجثه يقارب طوله المترين واتجه نحوي برأسه الاصلع وطاقيته الغريبه ولبسه الاغرب ,لا بد ان هذا زي افراد الشرطه في ذالك البلد ولكن لحظه ان حذائه ممزق و قدمه فاقت قدم ال big foot ماذا به يتقدم نحوي ؟ انه يتجه نحوي !
ماذا فعت انا واي جريمه اقترفت لي يأتي إلي !
ودارت بي الهواجس وتخيلت كيف سيكون سجنهم أذا كانت هذه القاعه الرثه و هذا الزي القبيح هو زي افراد الشرطه .
الي ان وقف امامي وسألني بصوته الخشن : هل انت اجنبي ؟
فقولت : نعم !!
هل الاجنبي هنا جريمه يعاقب عليها !
فطلب جواز سفري فأعطيته أياه .
وفجأه امسك بيدي وسحبني كأنه يريدني ان امشي معه !!
وقتها فاقت ضربات قلبي المائه وازداد تصبب عرقي يا ألهي ماذا فعلت !! وماذا جنيت !!
واستملكت بقايا عقلي واستلهمت بعض شجاعتي وقولت انا لم افعل شي فلماذا أخاف وكقول المثل : يد لم تعرف السرقه لا تخاف القطع .
سحبت يدي بقوه من يده و رجعت للخلف وقولت له بلهجه تحدي : ماذا تريد انت ! ولماذا تأخذني وبأي جرم اقترفته ؟ ركضت كباقي الركاب من الطائره ولا أعرف لماذا ! ثم ان اوراقي سليمه و فيزتي سليمه !! ماذا تريد مني ؟
لم انتبه ان صوتي كان مرتفع ولفت انتباه معظم من كان بلقاعه , و جذب بعض رجال شرطه المطار نحوي وتقدمو إلي.
وامصيبتاه ....
لم اتمالك نفسي و هذا الخرتيت الاسود يقترب مني و يقول انت ضيفنا !!
إي ضيف وماذا يقصد انا اتيت لجامعه وليس لسجن
, و هاهم الشرطه التمو حولي من كل جهه كأني مجرم فار او تاجر مخدرات !!
وقتها كان كل تفكيري ان اخرج وارجع بنفس الطائره وتبآ لبلاد السود هذه ..
وجلست اصرخ ابتعدو عني لا اريد ان ادخل هذه البلاد اريد ان اعود لبلادي ..
وانا في حيره من امرهم واتخيل نفسي مسجون في احد سجونهم.
وفجاءه تقدم مني ظابط قصير القامه عربي الملامح بشوش الوجه رغم سواده ايضآ ..
مد يده ليصافحني نظرت لرتبته أذا هو رائد و هم كلهم يستجيبون لامره ...
ترددت هل اصافحه ! لا لن اصافحه .
قولته لا اريد ان ارجع لبلدي و مازلت طائره بلدي رابظه بلمطار اريد ان ارجع عليها .
قال لي : انا مدير المطار . هدئ من روعك لا يوجد شي تعال معي الي ذلك المكتب.
اجبته حسنآ لكن ابعد رجالك عني لستو بمجرم او فار من العداله .
وبأشاره منه تفرقو جميعا حتي ذلك الخرتيت الاسود .
وذهبت معه وبهدوء وجلست في مكتبه الذي يحوي فقط طاوله و3 كراسي ومروحه وجلس هو أمامي وبدء اطراف الحديث
وانا كنت مازلت اتذكر كميه الأهوال التي واجهتها في اقل من نصف ساعه من هروب من الطائره وركض في المطار ومحاصره رجال الشرطه لي وبشاعه الخرتيت الاسود .
سألني الضابط ما اسمك , فأخبرته واخرت له جوازي واوراق قبولي بجامعه .
وأحضر لي كأس ماء وكأس عصير ليمون .
وشربتها بدون حتي ان يعزم علي فلقد كان حلقي جاف كأني بصحراء رغم اني شعرت بطعم غريب بماء ولكن لم ابالي ..
جلست قرابه الربع ساعه بمكتبه وارتحت قليل ولا اخفي بشاشه الضابط وتواضعه و كرمه معي انساني كل ماوجهته.
وقد ارسل جوازي مع احد الموظفين لديه واعاده لي مختوم بختم الدخول .
وبعد ان هدءه نفسي سألته عن سبب هروب الناس من الطائره ولماذا نزلو تابعا وركضا !!
{تخيلو يا جماعه أجابه الضابط }
قال لي نحن شعب همجي وسبب كل هذا ان يخرجو بأسرع وقت من المطار و يتمو اجرائاتهم بسرعه !!
هذا كل مافي الامر ..
كأننا في روضه اطفال وكل الاطفال يريدون الخروج !!!
هل هذا يجعل النساء والاطفال يتقدمون بهذا الشكل !!
ياسيدي انا مالي ..
اعطاني الضابط بعض الارشادات وكيف واين اجد باص يقلني للمدينه التي بها جامعتي فخرجت ورأيت ان صف الركاب مازال مسطف بطابور وأخرهم العجوز الشامي ...
ابتسمت و حملت حقيبتي واتجهت لسير الحقائب واخذت شنطتي و الان الي الجامعه وحمدلله لقد فهمت وعرفت كيف طريقها والوصول إليها .
اتجهت لباب الخروج واضعا نظارتي الشمسيه وخرجت
وكانت الشمس تقريبا فوق رأسي وظلي تحت قدمي والجو حار وهبات الهواء تحمل من الحراره اكثر من الهواء ...
وتجهت لأقرب تاكسي موجود بمطار ..
وفجاء سمعت شخص ينادي : وليييد ... وليييد ..
من ذا الذي يعرفني في هذا البلد !! تلفت لم اري احد . وفجاءه في داخل عربيه تاكسي بلجهه الاخري من الشارع كان السيد ابو معاذ جالس بها وبأنتظاري ....
معلش ياجماعه ماتوقعت الاحداث تجرني واطيل بلحديت لكن الجزء الجاي بحكيكم قصه شبح الملاريا ومقابر .
وردودتكم تشجعني دايما ...