مأساه فاجعه ....... الحلقة الرابعة

السلام عليكم

وصلنا فى الحلقة الماضية الى ان وصلته رسالة من حبيبته بعد سفرها بيومين
ونص الرسالة موجود فى الحلقة السابقة فلنتابع معا بقية الاحداث


لقد قرأ الرسالة بلهفة المشتاق وبلوعة العاشق
وكانت دموعه تنهمر وهو لا يدرى 0 حتى ان احد اصحابه
فى العمل لاحظ عليه ذلك فقام اليه وسأله عما به
فقال له انه مجهد وتعبان ويريد ان يذهب الى منزله الان
وبالفعل استأذن له صاحبه واوصله الى المنزل لان حالته
لم تكن تسمح له بالعودة الى منزله وحيدا
وحينما وصل الى المنزل اغلق غرفته عليه وقرأ الرساله مرات ومرات
وساءت حالته النفسية مرة اخرى
ولن استطيع ان اصف لكم عذاب 3 اعوام مرت عليه
دون ان يراها او يسمع صوتها او يسمع شيئا عنها
ولكنها دائما كانت تعيش فى داخل اعماقه
فهو يفكر فيها حين يأكل وحين يشرب وحين ينام وحين يصحو
وحين يدخن وهى معه فى كل مكان
معه فى العمل وفى البيت وفى الشارع والمقهى
هى معه حتى حين يستحم فى الحمام
ومن كثرة تفكيره فيها تعرض لحادث سيارة بسيط
لانه كان سارحا فيها بخياله ولا يدرى شيئا مما حوله
ولكن الله سلم ولم يصب بأذى فى الحادث
ولقد فكر الاف المرات ان يلجأ الى المخدرات كى ينساها
ولكن ايضا بقية من ايمان بالله فى داخله منعته من ذلك
وبعد مرور ثلاثة اعوام وهو لايدرى كيف مرت
اذا به يتلقى منها اتصالا هاتفيا
فى البداية لم يصدق وظن انه يحلم
ولكنها كانت هى وسلمت عليه واطمأنت على اخباره
ولم يشأ ان يعاتبها لانها لم تكلمه طوال تلك المدة
فقد كان سعيدا لأنه يكلمها ويسمع صوتها
وقالت له انها لم تنساه ابدا وكانت دائما تطمئن عليه
وعلى اخباره باستمرار من صديقتها التى سلمته خطابها الاخير
ولكنها لم تكن تريد الاتصال به حتى تعطيه فرصة لنسيانها
لم تكن تريد التأثير عليه حتى لا يتعذب كثيرا
ولكنها لم تكن تدرى ان عذاب الحرمان اقوى
واتفقت معه ان تكلمه كل شهر مرة واحدة حتى لا يتأثر فى عمله او حياته
ولم تعطبه رقم هاتف ثابت ولكنها فى كل مرة كانت
تكلمه من رقم مختلف حتى لا يبادر هو بالاتصال بها
وحتى لا يسبب لها مشاكل مع زوجها
ومرت 4 اعوام اخرى من العذاب والتعاسه والالم
حاول خلالها بشتى الطرق ان ينسى ذلك الحب المستحيل
او ينزعها من داخله ولكنه ابدا لم يستطع
وكانت تحدثه مرة كل شهر او شهرين
وكانت تعمل فى حضانه للاطفال منذ ان سافرت
وتحسنت احوالها المادية واشترت سيارة
كانت تحكى له كل تفاصيل حياتها وكل ما تعانيه
من مشاكل مع زوجها الذى لا يعرف شيئا فى الحياه سوى جمع المال
وكيف ان زوجها لا ينفق عليها وعلى ولدها بحجة انها تعمل ولها دخل
وانها اسمت ابنها على اسم ابنه حتى يكون هناك شئ من
ذكراه يعيش معها ويذكرها به
واستمرت الايام على هذا المنوال الى ان جاء يوم
ولاحظ وجود بعض البقع البيضاء الصغيرة على يديه و ذراعيه
وذهب الى طبيب امراض جليه و عرف انه اصيب بنوع من انواع البهاق
وهو ما يسمى بالبهاق العصبى الناتج عن الضغوط والمعاناه النفسيه
وهنا بدأ يحنق على حبيبته ويتهمها فى داخله بأنها السبب فى ذلك
وقرر ان يحاول نسيانها بأن يعرف امرأة اخرى
ولكن كيف؟ فهو لا يستطيع ان يكرهها ولن بستطيع ان يحب غيرها
افضل طريقة ان يتعرف الى امرأة ساقطة ربما يجد معها المتعة التى
يفتقدها مع زوجته
واذا عرف طعم المتعه مع واحدة اخرى ربما ينسى حبيبته
وبالفعل استطاع عن طريق احد الاصدقاء ان يتعرف الى واحدة من الساقطات
واتفق معها على المقابلة بمنزلها
وفى الليلة التى تواعدا عليها ذهب الى منزل الساقطة
وكان يسير فى الطريق وهو يحس انه فى حلم غريب
كان يدرك جيدا حجم الجريمة التى يريد ارتكابها
ولكن دوافعه كانت اقوى من ارادته
ووصل المنزل ودخل الغرفة مع المرأة
وحينما انفرد بها ورأها تخلع ملابسها اضطرب اضطرابا عنيفا
واخذ ينتفض كالمحموم واحس ان نبضات قلبه يسمعها السائر فى الشارع
فاسرع خارجا وذهب الى منزله وهو يلعن نفسه ويلعن حبيبته التى
دفعته للتفكير فى هذا الاثم وحمد الله انه نجا من ذلك الذنب ولم يقترفه
وتصادف فى هذا الوقت ان حبيبته اتصلت به
فإذا به يصرخ فيها ويتهمها بانها دمرته ودمرت حياته
واخذ يكيل لها الاهانات والاتهامات والتجريح الى ان اجهشت بالبكاء
واغلقت الهاتف ولم يسمع صوتها بعد ذلك مرة اخرى
ومنذ ذلك اليوم مر عليه عام ونصف دون ان تكلمه او يسمع صوتها
كان يود ان يكلمها ويعتذر لها ولكنه لم يكن يملك لها اى رقم هاتف محدد
حتى يكلمها منه وكثيرا ما كان يطلب الارقام المختلفة
التى كانت تحدثه منها ولكنه كان يسمع الرد من اشخاص
غرباء لا يعرفهم فعرف انها غضبت منه وكرهته فاستسلم للواقع
وقرر ان يعيش حياته كما هى دون ان يفكر فى اى شئ
وبعد مرور عام ونصف وبينما هو محل عمله قالوا له
ان هناك امرأة تريد مقابلته وعندما قابلها لم يعرفها
فعرفته بنفسها وادرك انها الصديقة الحميمة لحبيبته
وهى التى سلمته خطابها الاخير بعد سفرها
وبدأت هى بالدخول الى الموضوع مباشرة وقالت له

انت مش عايز تعرف اخبار 0000؟

اكيد طبعا نفسى اعرف بس هى ما بتكلمنيش من سنه ونص

غصب عنها انت متعرفش حصل لها ايه؟

لأ معرفش خير حصل ايه؟

مسكينة بقت انسانه محطمه

ليه؟ ايه اللى حصل بالظبط؟

عملت حادثة بالعربية بتاعتها

متى؟

فاكر يوم ما اتصلت بيك اخر مرة من حوالى اكتر من سنه ونص؟

ايوه فاكر


اليوم كانت متخانقة هى وجوزها
وكانت نازلة شغل الفترة المسائية و مخنوقة جدا
وفكرت تكلمك وتسمع صوتك يمكن نفسيتها تستريح
وطبعا انت فاكر عملت معاها ايه اليوم ده
جرحتها واهنتها وخليتها بكت كتير جدا بسببك
ما كانتش بتبكى من جوزها لانها كانت متعودة على المشاكل معاه
لكنها انجرحت وبكت منك لان المفروض انت اخر واحد تهينها
ولانك اول مرة تعمل معاها كده
وما كانتش متوقعه منك حاجه زى كده

وبعدين


وبعدين نزلت الشغل وهى مش شايفه حاجه
قدامها من كتر الدموع والبكاء وكانت عصبية جدا
وركبت العربيه ومش عارفة كانت ماشية ازاى ورايحة فين
وحصلت الحادثة ومعرفتش حصلت ازاى
لكنها عرفت بعد كده ان اللى شافوا الحادثة قالوا إنها غلطتها

يعنى انا السبب فى اللى حصل لها؟

تقريبا كده

وبعدين حصل ايه؟


طلعت من الحادثة انسانة تانية خالص مقدرش اوصف لك
لازم انت تشوف بنفسك علشان تعرف انها فعلا اتحطمت

اشوفها ازاى دى فى امريكا؟


اسمع الباقى وانت تعرف
بعد ما حصلت الحادثة ودخلت المستشفى انقذوا حياتها باعجوبة
وظلت تتعالج فى المستشفى ما بين علاج نفسى وعمليات جراحيه
وتجميلية لمدة عام كامل
لكن كان فيه اثار كتير فى جسمها وتشوهات فى وجهها
وصرفت كل الفلوس اللى معاها على العلاج والعمليات لغاية ما فلست
وخلصت فلوسها وجوزها اتخلى عنها تماما لانه كان عارف انها مش بتحبه
ولما خلصت فلوسها وراح جمالها وجوزها عرف انها لا تصلح انها تكون زوجة
قرر انه ينفصل عنها وعرض عليها الانفصال فوافقت وهى تشعر بالحزن
مش علشان بتحبه لكن علشان عرفت انه شخص ندل
وما كانش ينفع تقعد فى امريكا لانها مالهاش حد هناك ولا ليها شغل
لانها كمان بعد الحادثة ما كانتش تقدر تشتغل
فقررت تنزل مصر وما كانش معاها تكاليف السفر ولا اى حاجه خالص
لولا ان بعض المصريين المهاجرين هناك جمعوا لها مبلغ تكاليف الرحلة
ولما نزلت مصر من 6 شهور كانت صدمتها اكبر


ازاى؟


طبعا ابوها مات من 5 سنين وامها ماتت من سنتين واخواتها الرجال
واحد فيهم عايش فى البيت هو وزوجته واولاده والتانى اخد نصيبه فى
البيت وراح اشترى شقة فى مكان تانى وطبعا كان لازم تنزل على بيت ابوها
لكن بعد مرور شهرين بدات تحس انها غير مرغوب فيها فى البيت
وكانوا بيذلوها لانها عايشة عالة على اخوها ومش بتشتغل
وان اولاد اخوها احق بالاكل والمصاريف منها
فطالبتهم بحقها فطردها اخوها وزوجته من المنزل
وفى اليوم ده جت عندى فى البيت وبيتت معايا وفى الصبح قررت انها تلجأ
لدير للراهبات تخدم فيه بلقمتها وتعيش فيه ما تبقى لها من العمر
لكن بعد مرور حوالى 3 شهور بدأت تنتابها حالات اكتئاب شديد
وتحبس نفسها فى الغرفة ايام طويلة من غير ما تكلم حد او ترد على حد
وكانوا بيرغموها على الاكل علشان تقدر تعيش
وعندما تخرج من غرفتها تنطوى فى اى مكان وتجلس صامتة
وساهمة لساعات طويلة ولا ترد على انسان مهما كان ولما اى حد يكلمها
لا تسمعه ولا تنظر وكأنها مش موجودة معانا فى الدنيا
واحيانا تجلس وحيدة وتبكى لفترة طويلة ومفيش حد يقدر يسكتها
وعرضوها على دكتور امراض نفسية وقال لهم انها مصابة باكتئاب حاد
وعندها انهيار عصبى شديد
وكل الراهبات فى الدير بيحاولوا يساعدوها لكن مفيش حاجة نافعه معاها
واخيرا انا تجرأت وحكيت لرئيسة الدير عن حكايتك معاها
وقلت لها انك الشخص الوحيد اللى ممكن يقدر يساعدها شوية
وبصعوبة قدرت اقنع رئيسة الدير بالفكرة وانا عايزاك تروح معايا الدير
علشان يمكن لما تشوفك ترجع شوية لطبيعتها

وهى عارفة ان انا هروح لها


لأ طبعا ومتعرفش ان انا جاية عندك
ومن يوم ما وصلت مصر وهى مش عايزاك تشوفها فى الحالة دى

انا عندى استعداد اروح دلوقت

بس خد بالك انت هتشوف واحدة تانية خالص
غير اللى تعرفها انا بقول لك كده علشان ما تتصدمش


ياااااااه معقولة هى اتغيرت للدرجة دى؟

لما تشوفها هتعرف

ربنا يستر وهنروح امتى؟

بكرة بعد ما تخلص شغلك

لأ انا خلاص خلصت شغل وهستأذن ونروح دلوقت

انت مصمم؟

مصمم جدا


وذهب معها الى دير الراهبات وهناك ادخلوه عند رئيسة الدير
كانت امرأة كبيرة فى السن وتحدثت معه بلطف وطلبت منه ان يكون
الموضوع سرا ويجب ان يختار لنفسه اسم شخص مسيحى عند دخوله
الدير وستقوم رئيسة الدير بابلاغ الجميع بانه احد الاخصائيين الاجتماعيين
والذى يقوم بمساعدتها فيجب عليه ان يكون حذرا
لان المسؤلين الكبار فى الكنيسة لو علموا بالامر
فستحدث مشكلة فكيف لرجل مسلم ان يدخل دير للراهبات المسيحيات
وهى قد وافقت على الامر تحت مسؤوليتها الشخصية ولان الموضوع انسانى بالدرجة الاولى
وبعد ذلك ارسلوه مع صديقتها وبرفقتهم احدى الراهبات لرؤية حبيبته
سألوا عنها فوجدوها تتعبد داخل احدى صومعات الكنيسة فانتظروها
حتى تنتهى من صلاتها وتخرج اليهم وبعد مرور اكثر من عشر دقائق
اشارت الراهبة المرافقه معه الى امراة قادمه من بعيد وقالت له ها هى قادمة
وكان يبدو جيدا انها ترتدى نظارة طبية ولا ترى جيدا امامها
لدرجة انها لم تعرفه وهى على مسافة حوالى 20مترا
وعندما اقتربت منه رأى امامه الفاجعة

البقية فى الحلقة الخامسة والاخيرة

السلام عليكم استاذى العزيز ابو خشبة
وارجو ان تقبل منى كلمة استاذى لانى من المعجبين جدا بكلماتك الرقيقة
واشعارك الرائعة ودائما ما تتحفنا بالموضوعات المؤثرة
فعلا هى قصة جميلة حزينه ومن يتابعها يعرف ان اصحابها تعذبوا
كان الله فى عون هذين العاشقين
وانا متلهف جدا لمعرفة بقية القصة
ولكن لى سؤال سخيف وارجو ان تسامحنى عليه
هل انت بطل هذه القصه؟
مرة اخرى ارجو ان تسامحنى على السؤال